مشاهدات في يوم الحج الأعظم

أكثر من 1.5 مليون حاج تجمعوا اليوم في عرفات (الجزيرة نت).jpg
undefined

حامد عيدروس-عرفات

على أصوات التلبية، خرجنا من مكتب لوزارة الإعلام في عرفات قاصدين جبل الرحمة، وخلال سيرنا مع أفواج الحجيج تنوعت مشاهداتنا في هذا اليوم الذي قال عنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إنه خير يوم طلعت عليه الشمس.

وعند وصولنا إلى جبل عرفات كان الهدوء سيد المكان، ورغم الزحام فقد لاحظنا سكينة وخشوعا يغشى الجميع، وتتكرر المشاهد أينما وليت وجهك, فترى سيدة تقرأ القرآن، أو رجلا يُسبح الله بمسبحته، وآخر يكلم أهله عبر الهاتف ويبشرهم بأنه وصل إلى جبل الرحمة، وكثيرين يبتهلون إلى الله بالدعاء.

‪الأميركي حبيب امتزجت كلماته بدموعه وهو يتحدث عن تجربة إسلامه وحجته الأولى‬  (الجزيرة نت)
‪الأميركي حبيب امتزجت كلماته بدموعه وهو يتحدث عن تجربة إسلامه وحجته الأولى‬  (الجزيرة نت)

نعمة الحج
وفي قمة الجبل كان الحجاج ملتفين حول بعضهم بعضا يدعون ربهم بصوت واحد، وعلى الضفة اليسرى من الشاخص الموجود بالقمة شاهدنا مجموعة من الحجاج التونسيين يصيحون "يا رب الرحمة.. يا رب الرحمة".

وخلال جولتنا في صعيد عرفات، التقينا بالحاج حبيب القادم من ولاية تكساس بأميركا والذي أسلم قبل عامين ثم جاء ليؤدي فريضة الحج لأول مرة.

وخلال حديثنا معه عن الإسلام والحج، قال لنا بكلمات ممتزجة بالدموع إن الله أنعم عليه بقدومه إلى عرفات وإنه ينعم بالسكينة ويستشعر عظمة الله الواحد.

وأوضح حبيب أن وسائل الإعلام بالولايات المتحدة لا تبرز الإسلام على حقيقته، وقال "بعد إسلامي بدأت أصلي وأتوب وأستغفر الله، وبعدها بدأ قلبي يتفتح أكثر فأكثر، الناس لا يعرفون معنى وقيمة الإسلام، وبالنسبة لي فإن الإسلام هو الحب..، حب إله رحيم كريم".

وعند سؤالنا له عن سبب قدومه لأداء فريضة الحج، أجاب بقوله "قصة إبراهيم عليه السلام هي واحدة من أكثر القصص التي تأثرت بها، وبقدومي إلى هذا المكان فإني أتخلى عن كل شيء وأستسلم لله الواحد".

مسجد نمرة في عرفات والشوارع المحيطة به اكتظت بحشود الحجاج (الجزيرة)
مسجد نمرة في عرفات والشوارع المحيطة به اكتظت بحشود الحجاج (الجزيرة)

حشود وتنظيم
أما في محيط مسجد نمرة بعرفات، فقد احتشد الحجاج منذ الصباح بالشوارع المحيطة بالمسجد، ومع بدء خطبة عرفات -التي ألقاها مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ- كان المسجد قد اكتظ بالحجاج، وامتلأت الشوارع المحيطة به عن آخرها، رغم أن مستوى الزحام كان أقل من العام السابق.

وصلى الحجاج صلاتيْ الظهر والعصر جمعا وقصرا بعد أن استمعوا للخطبة التي دعا فيها مفتي المملكة إلى التوحد ونبذ الفرقة والخلاف والحذر من مؤامرات الأعداء، كما حث الحجاج على الإكثار من الدعاء والتحلي بالسكينة والوقار، ودعاهم إلى الالتزام بقوانين المرور والاستجابة لتوجيهات رجال الأمن حرصا على سلامتهم.

وفي مشاهداتنا الميدانية لمسنا تنظيما جيدا من السلطات السعودية، حيث انتشرت قوات أمن الحج بكثافة في محيط جبل عرفات وعلى الشوارع المؤدية إليه، وأقامت حواجز لتنظيم الصعود إلى الجبل خشية التزاحم.

كما انتشرت عربات الدفاع المدني بمعظم منطقة عرفات تحسبا لأي طارئ، وتوزع رجال المرور بكثافة عند التقاطعات وفي الشوارع لتنظيم سير المركبات والحجاج، في حين كانت المراكز الصحية وسيارات الإسعاف المنتشرة تقدم المساعدة لكل من يحتاجها.

ومما ساعد السلطات في عملية التنظيم هذا العام قلة عدد الحجاج مقارنة بالعام السابق، بعد أن خفضت عدد حجاج الداخل بأكثر من 50% وحجاج الخارج بنحو 20%، بالإضافة لوضعها عقوبات صارمة قلصت أعداد المخالفين.

المصدر : الجزيرة