التيار الشعبي المصري.. خليط لمواجهة الإخوان

تدشين "التحالف الشعبي" برئاسة صباحي
undefined

خالد شمت

يمثل التيار الشعبي المصري ثالث قوة تأسست في الساحة السياسية المصرية -بعد حزبي الدستور برئاسة المدير السابق للمنظمة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي والمؤتمر بزعامة الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى- بهدف مواجهة الصعود المتنامي للتيار الإسلامي في مرحلة ما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.

وينضوي التيار الشعبي حاليا مع عشرة أحزاب وحركات سياسية في إطار جبهة الإنقاذ المعارضة، التي تشكلت بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتصدر التيار الداعين لمظاهرات واحتجاجات جرت بميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية الرئاسي للمطالبة بإلغاء الإعلان الرئاسي ورفض مسودة الدستور المصري الجديد.

ودعا رئيس التيار المرشح الخاسر بالانتخابات الرئاسية الأخيرة حمدين صباحي الناخبين المصريين لمقاطعة الاستفتاء على مسودة الدستور، ثم دعاهم للتصويت بـ"لا" قبيل إجراء المرحلة الأولى من الاستفتاء، قبل أن يعود ويطالب بإلغاء الاستفتاء كلية.

وتم تدشين التيار الشعبي المصري في 21 سبتمبر/أيلول الماضي من أمام قصر عابدين الرئاسي الشهير بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث جري الإعلان عن تشكيل التيار من حملة حمدين صباحي الرئاسية وحزب الكرامة الذي ترأسه الأخير لسنوات، ومن خليط من شخصيات عامة سياسية وفكرية وفنية من أصحاب التوجهات المتراوحة بين الناصرية واليسارية والليبرالية.

التيار الشعبي اتخذ شعار "حرية .. عدالة اجتماعية .. استقلال وطني"، وشكل مجلس أمناء من 17 من شباب الثورة

فكرة التيار
وجاءت فكرة تأسيس التيار لرئيسه صباحي كما قال هو بهدف "تجميع القوى السياسية المدنية تحت إطار سياسي يحقق نوعا من التوازن في المشهد السياسي المصري، في مواجهة صعود جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية".

واختار التيار الشعبي شعار "حرية .. عدالة اجتماعية .. استقلال وطني"، وشكل مجلس أمناء أسنده لـ17 من شباب الثورة، ووضع لنفسه برنامجا سياسيا يرتكز على ثلاثة محددات رئيسية، أولها إقامة نظام سياسي ديمقراطي يجسد مبدأ السيادة للشعب، والثاني تحقيق العدالة الاجتماعية القائمة على تنمية شاملة تضمن تكافؤ الفرص وعدالة التوزيع، أما الثالث فالكرامة الإنسانية المحمية باستقلال وطني يستعيد دور مصر العربي والأفريقي ومكانتها الإسلامية.

ويرى بعض المراقبين أن استغراق التيار في معارضته لجماعة الإخوان المسلمين ولقرارات رئيس الجمهورية محمد مرسي أدى إلى ابتعاده عن الأهداف التي وضعها لنفسه، واقتصرت إسهامات التيار في مجالي السياسة الداخلية والخارجية بمصر حتى الآن على تبني حملة إلكترونية لمعارضة حصول مصر على قرض من صندوق النقد الدولي، وقيام رئيسه صباحي بزيارة لقطاع غزة ضمن وفد برلماني مصري.

كما يأخذ المنتقدون على رئيس التيار الشعبي المصري تناقضه بإعلانه التركيز في لقائه الرئيس محمد مرسي في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على قضية القصاص لشهداء الثورة، ورفضه بعد أسبوعين من هذا اللقاء لكل مواد الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي والمتضمن لإعادة محاكمة قتلة شهداء الثورة.

كما يستدل هؤلاء النقاد بمثلهم الشعبي المستغرب من تلاقي الشامي مع المغربي، للتعبير عن التعجب من التوافق اللافت والمقترب من التطابق بين حمدين صباحي الناصري ذي الميول المناهضة للسياسات الغربية ورئيس حزب الدستور محمد البرادعي صاحب التوجهات السياسية الليبرالية المتماهية مع السياسات الغربية، وهو مثار لغط مستمر حول ما يقال عن دوره باحتلال وتدمير العراق.

المصدر : الجزيرة