رفض فلسطيني للمبادرة الإسرائيلية

الياس كرام

 صورة أرشيفية لجانب من البلدة القديمة في القدس المحتلة (الجزيرة)


عوض الرجوب-الخليل
تتباين لهجة الفصائل الفلسطينية إزاء مبادرة السلام الإسرائيلية بين رافض لها باعتبارها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني ومتريث لمعرفة تفاصيل إضافية قد تؤشر لتغييرات جوهرية في الموقف الإسرائيلي.
 
وكان نحو 40 شخصية أمنية إسرائيلية أعلنت أمس الأول عن مبادرة إسرائيلية للسلام ردا على المبادرة العربية للسلام، وتتحدث عن دولة فلسطينية في أراضي الـ67، وعودة اللاجئين إليها مع تعويضهم ماليا، وسيطرة إسرائيلية على الأحياء اليهودية في القدس وحائط البراق وقضايا أخرى.
 
استنساخ الفشل
من جهتها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المبادرة بأنها "استنساخ لمبادرات إسرائيلية وغير إسرائيلية سابقة، وحلقة جديدة من وضع القضية الفلسطينية في حقل تجارب" وفق القيادي في الحركة مشير المصري.
 

المصري: المبادرة مرفوضة فلسطينيا باعتبارها استنساخا للفشل (الجزيرة نت)
المصري: المبادرة مرفوضة فلسطينيا باعتبارها استنساخا للفشل (الجزيرة نت)

وقال إن المبادرة مرفوضة فلسطينيا باعتبارها "استنساخا للفشل" وأضاف أن الشعب الفلسطيني لم يعد يؤمن بهذا الحراك "الشبيه بالعملية السلمية والتفاوضية" مع الاحتلال "الذي أعاد القضية الفلسطينية لعقود ماضية".

 
وأوضح أن مثل هذه المبادرات أفرزت خلافا فلسطينيا غير مسبوق، كما أفرزت "تفريطا وتنازلا عن حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني بشكل فاجأ الجميع" دون أن يستبعد "هرولة المفاوض الفلسطيني وراء هذه المبادرات والحراك الصهيوني الذي يريد إبقاء الفلسطينيين في دائرة مفرغة".
 
طريق مسدود
وجدد المصري تأكيد حركته على أن 20 عاما في المسيرة السلمية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه المسيرة "فاشلة وستصل طريقا مسدودا، وكل شبيهاتها وأي حراك في ذات السيناريو لا قيمة له".
 
وفي معرض تعليقه على تناول المبادرة لقضية اللاجئين، أشار إلى أن القرارات الدولية والحق التاريخي يؤكدان على عودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها، معبرا عن رفض الحركة لاجتزاء القضية واختزالها في بقعة جغرافية معينة.
 
في السياق عبرت الجبهة الديمقراطية عن رفضها للمبادرة، لأنها "لا تفي بالحد الأدنى الضروري من الانسجام مع قرارات الشرعية الدولية التي تكفل حقوق شعبنا الفلسطيني".
 
ومن ملاحظات الجبهة على المبادرة -كما قال عضو مكتبها السياسي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قيس عبد الكريم للجزيرة نت- أنها تتحدث عن ضم عدد كبير من المستوطنات وضم نسبة كبيرة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس.
 
وأضاف أن المبادرة تحوّل حق اللاجئين في العودة وفق القرار194 لمجرد حق رمزي، كما تنطوي على اعتراف بدولة إسرائيل دولة يهودية، "ولذلك هي مرفوضة وغير قابلة لأن تشكل أساسا لتسوية سياسية متوازنة يمكن أن تكون مقبولة من قبل شعبنا الفلسطيني.
 

القواسمي: المبادرة غير رسمية وتحتاج إلى تبيان تفاصيلها (الجزيرة نت) 
القواسمي: المبادرة غير رسمية وتحتاج إلى تبيان تفاصيلها (الجزيرة نت) 

مراجعة التفاصيل

أما حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) المسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية فأشارت إلى أن المبادرة غير رسمية، وتحتاج إلى تبيان تفاصيلها خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية.
 
وقال الناطق باسم الحركة للجزيرة نت إن المبادرة غير رسمية وتأتي في مسار الحراك الإسرائيلي الداخلي"، وأضاف أن "التفاصيل ما زالت غامضة خاصة فيما يتعلق بقضية القدس واللاجئين.
 
وجدد تأكيد حركته على موقفها الثابت المتمثل في "القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بقضية اللاجئين خاصة القرار 194".
 
من جهته، اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي أن المبادرة الإسرائيلية تعبير عن قلق معديها من العزلة المتنامية للسياسة الإسرائيلية، وتعاظم الإدراك بأن تدمير إسرائيل لخيار الدولتين يجعل الشعب الفلسطيني ينادي بخيار الدولة الواحدة، والنضال ضد نظام الفصل العنصري.
 
ورغم وصفه الحديث عن الانسحاب بأنه إيجابي عبر البرغوثي عن رفضه لما سماه "عدم الوضوح" فيما يتعلق بقضايا القدس وتبادل الأراضي وموضوع اللاجئين، وشدد على أن المسألة ليست بحاجة لمبادرات كثيرة.
 
وأضاف أن المطلوب هو إقرار إسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الكامل في الاستقلال الحقيقي والسيادة الكاملة، وإنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي المحتلة دون استثناء خاصة البلدة القديمة في القدس.

المصدر : الجزيرة