حصة المستوطن من المياه تفوق الفلسطيني بتسعة أضعاف

المستوطنات تنهب المياه الفلسطينية (الجزيرة نت)

المستوطنات تنهب المياه الفلسطينية (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الضفة الغربية

نشر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بيانات مقلقة بشأن التوزيع غير العادل للمياه في الأراضي الفلسطينية بين الفلسطينيين والمستوطنين، موضحا أن حصة المستوطن تفوق بتسعة أضعاف ونصف حصة الفرد الفلسطيني، فيما يعادل استهلاك إسرائيل الكلي من المياه سبع مرات ونصف ما تستهلكه الأراضي الفلسطينية.

وتحدث التقرير الذي أصدره الجهاز بمناسبة اليوم العالمي للمياه عن سيطرة إسرائيلية شبه كاملة على مصادر المياه وحرمان عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية من شبكات المياه.

ويؤكد خبراء في مجال الاستيطان أن الاحتلال يقيم عددا من مستوطناته على أهم مصادر المياه في الضفة الغربية، ويمنع الجانب الفلسطيني من البحث عن المياه في الأعماق التي تتوفر فيها.

إجحاف كبير
بشكل عام تتوفر المياه العذبة في الأراضي المحتلة من مصدرين أساسيين هما المياه السطحية المتمثلة في نهر الأردن والمياه الجوفية، وتعتبر المياه الجوفية المصدر الوحيد للمياه في ظل السيطرة الإسرائيلية الكاملة على مياه نهر الأردن.

حصة الفلسطيني تعادل عشر حصة الإسرائيلي (الجزيرة نت-أرشيف)
حصة الفلسطيني تعادل عشر حصة الإسرائيلي (الجزيرة نت-أرشيف)

وذكر التقرير أن حصة الفرد الفلسطيني من المياه المزودة للاستخدام المنزلي بلغت عام 2005 حوالي 119.4 (لتر/فرد/يوم)، فيما بلغت حصة المستوطن الإسرائيلي في الضفة الغربية تسع مرات ونصف حصة الفرد الفلسطيني، مشيرا إلى أن تقرير التنمية الألفية الذي صدر العام الماضي يفيد بأن الاستهلاك الكلي لإسرائيل من المياه يعادل سبع مرات ونصف ما تستهلكه الأراضي الفلسطينية.

وتقدر منظمة الصحة العالمية حاجة الفرد اليومية من المياه بنحو مائة (لتر/فرد/يوم) كحد أدنى، وتشمل هذه الكمية إضافة للاستخدام المنزلي، الاستخدام في المستشفيات، والمدارس، والأعمال، والاستخدامات في المؤسسات العامة الأخرى.

وذكر الإحصاء أن نتائج مسح البيئة المنزلي الذي نفذه الجهاز خلال عام 2006 أظهر أن 88.6% من الأسر في الأراضي الفلسطينية تقيم في مساكن متصلة بشبكة المياه العامة، وهذا يعني أن أكثر من سبعين ألف أسرة في الأراضي الفلسطينية لا يتوفر لديها شبكة مياه عامة.

وأضاف أن 41.3% من الأسر في الضفة الغربية تستخدم الآبار المنزلية المتوفرة لديها مقارنة مع 43.5% خلال عام 2005، في حين لا توجد أسر تستخدم مياه الآبار المنزلية في قطاع غزة.

وحسب بيانات سلطة المياه الفلسطينية للعام 2006 فقد بلغت كميات المياه المشتراة من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) -والتي هي أساساً كميات مياه مضخوخة من الآبار الفلسطينية والمسيطر عليها من قبل الشركة في الضفة الغربية- حوالي 39.73 مليون متر مكعب. فيما بلغت كمية المياه المتاحة من المصادر الرئيسية (الآبار والينابيع والمياه المشتراة من شركة المياه الإسرائيلية ميكروت) 315.21 مليون متر مكعب في العام 2005.

إسرائيل تمنع الفلسطينيين من حفر آبار للمياه (الجزيرة نت-أرشيف)
إسرائيل تمنع الفلسطينيين من حفر آبار للمياه (الجزيرة نت-أرشيف)

أحواض مائية
من جهته أوضح خبير الاستيطان عبد الهادي حنتش أن الاحتلال يقسم الضفة الغربية إلى ثلاثة أحواض مائية، الأول شمالي غربي ويتمثل في مدينتي قلقيلية وطوكرم، والثاني شمالي شرقي ويضم جنين ونابلس وغيرهما، والثالث جنوبي شرقي ويشمل قرى شمال الخليل، مؤكدا في الوقت ذاته أن معظم المستوطنات في الضفة الغربية مبنية على مصادر المياه.

وقال إن 50% من مخزون المياه في الضفة الغربية تم سحبه إلى داخل إسرائيل، بما في ذلك مياه الشتاء بهدف زيادة مخزون المياه لديها. مضيفا أن مستوطنات الضفة التي يقطنها نحو أربعمائة ألف مستوطن تستهلك نحو 32% من المياه المتبقية، فيما حصة الفلسطينيين البالغ عددهم نحو 3.7 ملايين نسمة لا تزيد على 18%.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تمنع الفلسطينيين من حفر الآبار الإرتوازية دون موافقتها ولأعماق محددة لا تفي بالغرض، بحجة عدم وجود مياه كافية، لكن الهدف الأساسي هو عدم التأثير على مصادر المياه في داخل إسرائيل.

المصدر : الجزيرة