طبيب فلسطيني: كل يوم يموت المصابون أمام عيني وأنا عاجز عن إنقاذهم

SENSITIVE MATERIAL. THIS IMAGE MAY OFFEND OR DISTURB A Palestinian child wounded in an Israeli strike receives treatment at Nasser hospital in Khan Younis in the southern Gaza Strip January 12, 2024. REUTERS/Ahmed Zakot
ما بقي قائما من مستشفيات غزة عاجز عن تقديم العلاج للمصابين (رويترز)

نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تقريرا عن مستشفى الكويت التخصصي في قطاع غزة، وهو أحد مستشفيَين في مدينة رفح، مسقط رأس الدكتور صهيب الحمص الذي يكابد مشقة كبيرة لأداء عمله وإنقاذ الأرواح.

واستهلت الصحيفة تقريرها بالقول إن الدكتور صهيب الحمص (35 عاما) -مدير المستشفى- يظل مستيقظا طوال الليل على وقع دوي الانفجارات وصراخ المرضى، وقد نال منه التعب والأرق في مدينته رفح التي أصبحت ملاذا للنازحين داخل قطاع غزة.

وقالت إن أصوات القذائف المدوية كثيرا ما تهز نوافذ مستشفى الكويت الذي يشرف الحمص على إدارته، لكن أسوأ الأصوات -كما يقول الطبيب الفلسطيني- تأتي من داخل المرفق نفسه؛ صرخات أطفال بلا عائل، وأنين الجرحى، واستيقاظ المرضى مذعورين وهم يصرخون من الألم بعد أن أدركوا أنهم فقدوا أحد أطرافهم.

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن الحرب التي اندلعت قبل 100، عرَّضت الدكتور الحمص وموظفيه وكل سكان قطاع غزة لعنف "لم يسبق له مثيل".

كارثة أكبر منا

ونقلت عن الحمص قوله عبر الهاتف أثناء استراحته بين العمليات الجراحية، "هذه كارثة أكبر منا جميعا".

ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن المستشفى تستقبل نحو 1500 مصاب كل يوم، ويموت ما لا يقل عن 50 شخصا من الكبار والأطفال عند وصولهم بأطراف مهشمة وجروح كاشفة للعظام، ولحم أجسادهم ممزق جراء إصابتهم بشظايا المقذوفات.

ولإيجاد مساحة لاستيعاب تدفق جرحى الحرب يوميا على المستشفى، "حشر" الحمص بضع عشرات من الأسرة الإضافية في وحدة العناية المركزة، وأخلى الصيدلية التي كانت فارغة إلى حد كبير منذ أن حرم الحصار المفروض على قطاع غزة المستشفى من الحقن الوريدية ومعظم الأدوية، في حين لا يزال المرضى يفترشون الأرضيات.

وبحسب تايمز أوف إسرائيل، أضحت مدينة رفح رمزا لأسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تحولت الأبراج السكنية إلى ركام نتيجة القصف الإسرائيلي.

وتابعت أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية والهجوم الموسع على القطاع أديا إلى زيادة عدد سكان رفح من 280 ألف نسمة إلى 1.4 مليون، مما جعل مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين يكتظون في خيام "مهلهلة" تخنق الشوارع.

معاناة متعددة

وتضيف الصحيفة أن معظم الناس يمضون ساعات كل يوم بحثا عن الطعام، ويصطفون في طوابير خارج مراكز توزيع المساعدات، ويقطعون أحيانا كيلومترات سيرا على الأقدام للحصول على عبوات من الفاصوليا المعلبة والأرز.

وقال الحمص إن الخوف والتوتر يطغيان على ملامح زملائه، وتلطخ الدماء والغبار وجوه الجرحى الذين يفدون إلى المستشفى.

ويؤكد مدير مستشفى الكويت "كل يوم يموت الناس أمام عيني لأنني لا أملك دواء أو مرهم حروق أو لوازم لمساعدتهم".

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن الحمص يعرف زملاء الأطباء والممرضين الذين قُتلوا في منازلهم أو في طريقهم إلى العمل بقذائف المدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة.

وفقد الحمص أيضا العشرات من طلاب الطب الذين يدرسهم في الجامعة الإسلامية بغزة، والذين وصفهم بأنهم "أشخاص طموحون".

"جميعنا سنموت في النهاية، لماذا نخاف من ذلك؟"، يتساءل الحمص ويجيب "ليس لدينا خيار سوى محاولة العيش بكرامة، ومساعدة من نستطيع مساعدتهم".

المصدر : تايمز أوف إسرائيل