فورين أفيرز: انتصار الأسد سيعقبه مزيد من الفوضى

American army vehicles drive north of Manbij city, in Aleppo Governorate, Syria March 9, 2017. REUTERS/Rodi Said
قوات أميركية شمال منبج بمحافظة حلب في مارس/آذار 2017 (رويترز)

انتصار الرئيس السوري بشار الأسد لن يؤدي إلا للمزيد من الفوضى. لذلك على أميركا ألا تغادر سوريا. عليها أن تتقبل أن فكرة تجاهل سوريا لن تؤدي إلى انتصار نظيف للأسد "الذي سيبني السلام"، بل إلى المزيد من الفوضى كلما مر الزمن.

هذا ما ذكره الكاتب جنيفر كافاريلا بمقال له في مجلة فورين أفيرز، وقال إن الولايات المتحدة ولكي تتفادى الفوضى المحتملة، عليها أن تستثمر الآن في بناء نفوذ لها من أجل عمل حاسم في المستقبل، وذلك بتعزيز القدرات العسكرية وقدرات الحكم لشركائها على الأرض، واستعادة ثقة شعب سوريا الثائر، وإعادة بناء قوات الثوار، ومنع الأسد من الشرعية وهو المتعطش للحصول عليها بشدة.

وأضاف كافاريلا أنه لا تزال لواشنطن خيارات لتقييد الأسد وداعميه، وكل ما تحتاجه هو قوة الإرادة.

ووصف هذا العمل بأنه مكلف وصعب، لكنه هو الأفضل في حرب وحشية أبعد ما تكون عن النهاية، مشيرا إلى أن الحرب السورية ستدخل في مرحلة جديدة ربما تكون أكثر دموية.

أضعف مما يبدو
وقال إن القوات التي تحارب مع الأسد حققت مكاسب مهمة في السنوات الأخيرة أدت إلى إضعاف المعارضة "المعتدلة" وغير ذلك، لكن هذه المكاسب لن تنهي الحرب. والأسد حاليا أضعف مما يبدو، فبقاء حكمه يعتمد على قوى خارجية وعلى إرهاق الدول التي كانت تعارضه مثل الأردن.

كما أن قراره بتدويل الحرب سيؤسس لحروب في المستقبل، وتكتيكاته بتنفيذ مذابح جماعية ستهدد بإثارة تمرد جهادي عالمي يبقي على حالة القتال في سوريا لعقود قادمة.

وقال الكاتب إن التدخل الأجنبي الذي منح استقرارا لنظام الأسد على المدى القصير، من شأنه إعادة رسم خريطة القوة في المنطقة بشكل يؤدي إلى زعزعة الوضع على المدى البعيد.

وأول ذلك أن إيران وروسيا ستستخدمان سوريا نقطة انطلاق لتدخلاتهما في العالم، فقد تردد أن روسيا بدأت بالفعل استخدام قاعدتها الجوية في سوريا لإسناد عمليات المرتزقة الذين يدعمهم الكرملين بـأفريقيا الوسطى والسودان.

فراغ محتمل
وتابع أن قدرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استغلال قوته في سوريا ستدعم جهوده لزعزعة حلف الناتو وتهديد النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وحذر الكاتب من أن انسحاب الولايات المتحدة من شرق سوريا حيث تحتفظ حاليا بقوات عددها 2000 جندي سيخلق فراغا ستتكالب القوى العديدة المتحاربة على ملئه. فالأسد، وداعموه، وتركيا، والمجموعات "الجهادية" مثل القاعدة وتنظيم الدولة، كل منهم يأمل في السيطرة على المناطق التي استعادها التحالف الكردي-الأميركي من تنظيم الدولة الإسلامية ، وأي انسحاب أميركي سيسرّع هذا التكالب والصراع هناك.

وبالإضافة إلى لعبة شطرنج الجيوسياسة التي تنشط بشرق سوريا حاليا، يقول الكاتب إن المنطقة حبلى بتمرد جديد من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية. فالتنظيمان لا يزال لديهما شبكات وخلايا نائمة بشرق البلاد وبجيوب على نطاق سوريا.

المصدر : فورين أفيرز