هل ستقطع روسيا كابلات الإنترنت تحت الماء؟

Operators talk as they lay an undersea fiber optic cable at Arrietara beach near the Spanish Basque village of Sopelana on June 13, 2017.
فنيون يثبتون كابلات ألياف ضوئية تحت البحر قبالة السواحل الإسبانية

مرة أخرى يثير النشاط الروسي بالقرب من كابلات الإنترنت تحت الماء القلق، حيث حذر قائد في البحرية الأميركية هذا الأسبوع من نشاط مشبوه يختلف عن أي نشاط سبقه منذ الحرب الباردة.

وتثير حركة السفن الروسية بالقرب من الكابلات المغمورة بالمياه مخاوف من أن موسكو قد تخطط إما لقطع الكابلات بالكامل أو لاعتراض الاتصالات.

نحو 400 كيبل من الألياف الضوئية مسؤولة عن نقل البيانات لمعظم رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية في العالم، يمكن أن يكون لقطع العديد منها في مواقع حساسة تأثير كبير على قنوات الاتصال حول العالم.

وأكد قائد الجيش الأميركي في أوروبا الجنرال كيرتس سكاباروتي للكونغرس في مارس/آذار أن السفن البحرية والغواصات الروسية تقوم بحركة مريبة وبحث حثيث حول الأسلاك.

ورغم أنه من غير الواضح بالضبط ما تفعله الغواصات الروسية، فإن الخبراء -وفق نيوزويك– قالوا إنهم يشكون في أن روسيا تجمع معلومات تسمح لها بالتلاعب بالبرقيات بسرعة إذا اندلع صراع كبير.

ليست هذه هي المرة الأولى أن يحذر الخبراء من أن روسيا قد تحاول تغيير الكابلات المغمورة بالمياه، ففي أواخر العام الماضي حذر الضابط البريطاني الكبير السير ستوارت بيتش من أن روسيا يمكن أن تلحق الضرر "على الفور وبشكل محتمل كارثي" بالاقتصاد بقطع أو تعطيل الكابلات المغمورة بالمياه.

ويتم إجراء عمليات مالية بنحو 10 تريليون دولار كل يوم عن طريق الكابلات الملفوفة حول الأرض، وبناء على ذلك فقد حذر بيتش من أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) يجب أن يكون مستعدا لحماية هذه الكابلات في الوقت الذي تستمر فيه قدرات الحرب البحرية والإعلامية الروسية في التحديث.

لكن خبراء آخرون، قللوا من شأن هذه التحذيرات، وأشاروا إلى أن القادة العسكريين يبالغون في إثارة مثل هذه المخاوف لضمان عدم انقطاع الاتصالات العسكرية.

في غضون ذلك، يقول آخرون إن هناك سببا للاعتقاد بأن روسيا قد بدأت بالفعل بتجربة تعطيل أسلاك الاتصالات تحت الماء، إذ تم رصد غواصة روسية قبالة سواحل سوريا في عام 2016 وفي نفس الوقت تقريبا تضرر كيبل تحت الماء يسهل الاتصال بين سوريا ولبنان وليبيا، كما وقعت حادثة مماثلة في إيران في ذلك العام.

المصدر : نيوزويك