لماذا يُبقي ترمب على سجن غوانتانامو؟

U.S. Army Military Police escort a detainee to his cell during in-processing to the temporary detention facility at Camp X-Ray in Naval Base Guantanamo Bay in this file photograph taken January 11, 2002 and released January 18, 2002. Al Qaeda leader Osama bin Laden was killed in a firefight with U.S. forces in Pakistan on May 1, 2011, ending a nearly 10-year worldwide hunt for the mastermind of the Sept. 11 attacks.
نحو ثمانمئة شخص احتجزوا في غوانتانامو قبل أن يصل عددهم إلى 41 (رويترز-أرشيف)

كتب الأستاذ في القانون مايكل دورف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبقي على معتقل غوانتانامو لأسباب تتعلق بموقفه من إدارة سلفه باراك أوباما، رغم الكلفة الباهظة، ماديا وأخلاقيا، لهذا المعتقل.

وقال دورف -في مقال بمجلة نيوزويك الأميركية- إن التقديرات تشير إلى أن دافعي الضرائب يتكبدون أكثر من عشرة ملايين دولار سنويا عن كل معتقل مقارنة بـ 78 ألف دولار لتغطية تكاليف اعتقال شخص في سجن فدرالي مشدد.

ويتابع أن التكلفة الأخلاقية تزيد على ذلك بكثير، موضحا أن العديد من معتقلي غوانتانامو تعرضوا للتعذيب أو التوقيف لسنوات وفق أدلة واهية بأنهم يشكلون خطرا على البلاد، وهو ما يمثل انتهاكا  للقانون الدوليـ وفقا للمقال.

وأشار الكاتب إلى أن ترمب تحدث في خطاب حالة الاتحاد عن أن الولايات المتحدة أطلقت سراح بعض المعتقلين الذين ارتكبوا بعض الأعمال الإرهابية، وهذا صحيح، ولكنه لم يتطرق إلى أولئك الذين اعتقلوا بالخطأ وتعرضوا لأقسى أنواع المعاملة، ومنهم محمدو ولد صلاح، وفق تعبير الكاتب.

كما أن ترمب لم يأخذ بعين الاعتبار ردة الفعل تجاه غوانتانامو -الذي يضم حتى نهاية العام الماضي 41 من أصل نحو ثمانمئة معتقل- موضحا أن تنظيمات مثل القاعدة والدولة الإسلامية وغيرهما تشير إلى هذا المعتقل -إلى جانب الانتهاكات في سجن أبو غريب والمواقع المظلمة التابعة للمخابرات المركزية سي آي أيه كأدوات للتجنيد.

وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش التي كانت صاحبة قرار فتح غوانتانامو، وإدارة باراك أوباما أطلقتا سراح العديد من المعتقلين اعتقادا منهما بأنهم لن يعودوا إلى الميدان.

وحاولت إدارة أوباما إغلاق المعتقل، لكن الجمهوريين رفضوا هذه الخطوة لأنها ببساطة جاءت من الرئيس الديمقراطي، وذلك رغم أن بوش (الجمهوري) أطلق سراح عدد أكبر من المعتقلين مقارنة بما فعله أوباما.

ويقول كاتب المقال إن جزءا من المعارضة لخطة إغلاق غوانتانامو خلال رئاسة أوباما ارتبطت بالعنصرية غير المقنعة للعديد من الجمهوريين الذين شككوا في مواطنته والتزامه تجاه الولايات المتحدة.

ويخلص أستاذ القانون إلى أن ترمب رغم انتقاده سياسات بوش، فإن إغلاق المعتقل سيكون من منظور قاعدة ترمب بمثابة تفعيل لسياسة أوباما أكثر منه رفضا لسياسات بوش.

وقال إن أجندة ترمب التي جاء بها إلى منصبه تنطوي على رفض سياسات أوباما سواء على صعيد التأمين الصحي أو الضرائب أو البيئة أو السياسة الخارجية.

المصدر : نيوزويك