أوراسيا ديلي: سماء بن سلمان ملبدة بالغيوم

epa07116740 A handout photo made available by the Saudi Royal Palace shows Saudi Crown Prince Mohammad Bin Salman speaking during a session of the Future Investment Initiative Conference, in Riyadh, Saudi Arabia, 24 October 2018. Saudi Arabia on 23 October opened the three-day Future Investment Initiative conference that has seen major pull-outs from global political and business figures following the disappearance of Saudi journalist Jamal Khashoggi after he entered the Saudi consulate in Istanbul on 02 October and later acknowledgement he died inside the kingdom's consulate. According to media reports, Mohammed bin Salman spoke of the killing of Khashoggi for the first time, describing it as 'a heinous crime that cannot be justified', and that Saudi Arabia and Turkey will work together to punish all culprits. EPA-EFE/BANDAR ALGALOUD / SAUDI ROYAL PALACE HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (الأوروبية)

قالت صحيفة "أوراسيا ديلي" الروسية إن سماء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ملبدة بالغيوم في الوقت الراهن بعد الاعتراف السعودي الرسمي بقتل الصحفي جمال خاشقجي، والذي لم يكن مقنعا لا للغرب ولا للعديد من وسائل الإعلام الغربية والعربية.

وأوضحت الصحيفة أن الأهم من ذلك كله في هذه القضية هو موقف الشركاء الرئيسيين فيها، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ووفقا للصحيفة، فإنه وبحسب وجهات نظر غربية وعربية تعد التصريحات الأخيرة لولي العهد السعودي إزاء قضية خاشقجي محاولة خرقاء للتأثير على الرأي العام وللظهور في صورة ولي العهد الحداثي الذي يعمل على تطبيق الأفكار الأوروبية بمنطقة غارقة بالصراعات والنزاعات.

ومع ذلك، يبدو من الواضح أن الأمير السعودي لا يحسن التعامل مع هذه القضية التي تلقي بظلالها عليه وتهدد مستقبله السياسي، بحسب الصحيفة.

وبالحديث عن موقف ترامب من هذه القضية، قالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي يود تصديق التصريحات السعودية التي تشير إلى أن مسؤولين أقل مرتبة من ولي العهد هم المسؤولون عن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(الأناضول)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(الأناضول)

موقف أردوغان
وعلى الرغم من ذلك لم ينف الرئيس الأميركي إمكانية تورط كبار المسؤولين في المملكة بهذه الجريمة، حيث خلص إلى أن "الأمير محمد بن سلمان هو من يدير شؤون المملكة في هذه المرحلة، وبالتالي فهو المسؤول".

ووصف ترامب يوم الأربعاء الماضي تعامل المملكة مع الجريمة وطريقة إخفائها لها بـ"الفشل الذريع".

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد تمسك بموقفه منذ البداية، واعتبر أن اغتيال خاشقجي مخطط له، كما أكد على ضرورة محاكمة مرتكبيه والمخططين له وتقديمهم للقضاء التركي.

بيد أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رفض الطلب التركي، موضحا أن محاكمة المسؤولين عن مقتل خاشقجي ستتم على الأراضي السعودية حصرا.

ومن المحتمل أن أمرا ما تغير بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس التركي في 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومما لا شك فيه أن أردوغان سيحاول -شأنه شأن نظيره الأميركي- استغلال المأزق الذي وقع فيه بن سلمان لتحقيق جملة من الفوائد.

وبحسب الصحيفة، فمن الواضح أن كلا من ترامب وأردوغان لا يدخران جهدا للسيطرة على ولي العهد السعودي، في حين ينبغي على بن سلمان التفكير في أمور كثيرة، مثل الحفاظ على فرص توليه للعرش مستقبلا، وعلى سمعته في العالم الإسلامي والساحة الدولية، وعلى الوضع داخل المملكة.

ومع ذلك، تتضاءل فرص ولي العهد في مقاومة الوضع والتغلب عليه، خاصة مع تزايد الضغط الخارجي الذي تمارسه تركيا والولايات المتحدة وأوروبا.

تصميم يجمع محمد بن سلمان (يمين) وجمال خاشقجي(الجزيرة)
تصميم يجمع محمد بن سلمان (يمين) وجمال خاشقجي(الجزيرة)

سياسة السعودية
وأفادت الصحيفة بأن بن سلمان قد يجبر على تقديم العديد من التنازلات دون مقابل، مما يعني أن الأمور التي كان للمملكة حرية رفضها أو التفاوض بشأنها ستتحول الآن إلى تنازلات، فعلى سبيل المثال ستضطر المملكة لرفع إنتاج النفط المخصص للأسواق الخارجية، علما أن ترامب نادى بذلك قبل اغتيال خاشقجي، خاصة بعد الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على النفط الإيراني.

كما تشير الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي سيكون مطالبا بمراجعة سياسة المملكة العربية السعودية حيال مجموعة متنوعة من قضايا الشرق الأوسط، مثل المواجهة السياسية مع الإخوان المسلمين، وصولا إلى التعجيل في المصالحة مع قطر.

واختتمت الصحيفة بأنه سيكون على المملكة التعامل مع تركيا ورئيسها أردوغان شخصيا الذي قد يفرض على الرياض التخلي عن دعم الأكراد السوريين في الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث لا تزال إمكانية إقامة دولة "كردستان سوريا" واردة.

وعلاوة على ذلك ستطلب أنقرة من الرياض عدم التدخل في العلاقات التركية الإيرانية، وفيما يتعلق بحل الأزمة القطرية التي طال أمدها فستعمل الولايات المتحدة على أن تكون طرفا في المصالحة.

المصدر : الصحافة الروسية