غارديان: يجب أن تدفع الرياض ثمن قتل خاشقجي

أردوغان يطالب السعودية بتسليم الفريق المنفذ لمحاكمتهم
خطاب الرئيس التركي أمس حول قضية مقتل خاشقجي (الجزيرة)

عقبت غارديان على خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس بأنه قدم درسا مميزا في خلق تشويق جيوسياسي، وأدرك أن جمهوره غُذوا بتفاصيل مزعجة عن الطبيعة الباردة لقتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كما أثبت أنه خبير في إثارة الفزع مما يجعل جمهوره ينسى كيف كانوا يعتقدون أنهم خبراء بشؤون الحياة والناس.

وبدلا من ذلك، تمكن أردوغان من إدارة الصدمة بأكثر من طريقة أولها من خلال تأكيد قصة "القتل الوحشي المتعمد" بالقنصلية السعودية في إسطنبول بأيدي عصابة من القتلة أُرسلوا من الرياض، وهذا يتناقض مع تفسير المملكة بأن خاشقجي قتل خطأ. وثانيها كان تأكيد أن أردوغان لم يكن لديه نية في إسقاط قضية أوقعت الرياض في أسوأ أزمة دبلوماسية منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001.

محمد بن سلمان يستمد قوته من افتقار إدارة ترامب للقيادة الأخلاقية على المسرح العالمي، ويعرف أيضا أن ترامب يريد السعوديين قريبين عندما تدخل الجولة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ

وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان حرص على الإشادة بحاكم المملكة الشرعي الملك سلمان دون ابنه ولي العهد محمد بن سلمان، ورأت أنه من المرجح أن تستمر الحكومة التركية في تسريب الأدلة للصحف الصديقة التي تشير لمثل هذا الاستنتاج.

واعتبرت أن ما فعله مقتل خاشقجي هو تعجيل زيادة حدة محمد بن سلمان من أمير متقلب ومندفع إلى مستبد مثل حافظ الأسد وصدام حسين اللذين كانا يقتلان المعارضين بالخارج ثم يصافحان أيدي أبنائهم اليتامى بالوطن.

وترى الصحيفة أن محمد بن سلمان يستمد قوته من افتقار إدارة ترامب للقيادة الأخلاقية للولايات المتحدة على المسرح العالمي، وهو يعرف أيضا أن ترامب يريد السعوديين قريبين عندما تدخل الجولة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني. لكن يبدو أن الرئيس الأميركي يستيقظ على حقيقة أن الرياض فشلت في التوصل إلى دفاع منطقي وأن الانسياق وراء قصة خيالية جامحة مكلف لسمعة قوة عظمى.

وحثت على ضرورة أن يتخذ الملك سلمان إجراء ضد أولئك المسؤولين لأنه لا أحد يعتقد أن هذا الأمر كان من فِعل المستشار الإعلامي لمحمد بن سلمان وبعض مسؤولي الاستخبارات. وقد لا يمتلك الملك الإرادة أو القدرة على القيام بذلك، خاصة إذا كان ذلك يعني التحرك ضد ابنه القوي.

وأضافت أنه إذا اقتنع المجتمع الدولي بأنها كانت جريمة قتل فيمكنه -وينبغي عليه- أن يفرض عقوبات ويعلق مبيعات الأسلحة. كما ينبغي على الأمم المتحدة على أقل تقدير أن تعنف الرياض تعنيفا قاسيا، إن لم تكن قد بدأت تحقيقاتها الخاصة، إذا ما قاومت السعودية إجراء تحقيق شفاف.

وختمت بأن هذا الإجراء قد يحمي الشعب السعودي من بطش ولي العهد ويحقق ما أراد خاشقجي أن يفعله في حياته قبل موته.

المصدر : غارديان