صحف تعلق على استدعاء بانون للإدلاء بشهادته

حرب كلامية بين ترمب ومستشاره السابق ستيف بانون
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) ومستشاره السابق ستيف بانون (الجزيرة)
ركزت بعض الصحف البريطانية والأميركية على أمر استدعاء ستيف بانون المستشار السابق لدونالد ترمب للمثول أمام هيئة محلفين كبرى للإدلاء بشهادته في التحقيق المتعلق بالتدخل الروسي في حملة الانتخابات عام 2016 وتداعيات ذلك على الإدارة الأميركية.

فقد أشارت صحيفة غارديان إلى رفض بانون الإجابة عن أسئلة لجنة الاستخبارات في مجلس النواب خلال جلسة مغلقة، حتى بعد أن صدر أمر استدعاء للإدلاء بشهادته أمام اللجنة أمس قائلا إن البيت الأبيض أبلغه بألا يفعل ذلك.

وعلق على هذا الأمر عضو اللجنة الديمقراطي آدم شيف بأن محامي بانون كان قد أبلغ اللجنة بأن موكله "كان مستعدا للإجابة على أسئلتنا ولكنه بموجب تعليمات من البيت الأبيض لم يفعل". ودان شيف هذا التصرف معتبرا إياه "أمر بالتزام الصمت من البيت الأبيض".

وأشارت الصحيفة إلى أن بانون شهد أمام اللجنة لكنه رفض الإجابة عن أي سؤال متعلق بفترته في المرحلة الانتقالية في إدارة ترمب وحتى بعد أن ترك البيت الأبيض.

وأضاف شيف قائلا "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها شهودا يرفضون الإجابة عن الأسئلة بناء على تعليمات من البيت الأبيض أو يدعون أن البيت الأبيض قد يحتج بموجب حق الامتياز في وقت لاحق".

بيد أن المحكمة العليا أوضحت أن إعطاء الرئيس "امتيازا مطلقا" ضد أمر استدعاء "فيما لا يمثل أكثر من مجرد ادعاء عاما للمصلحة العامة بسرية المناقشات غير العسكرية وغير الدبلوماسية من شأنه أن يخل بالتوازن الدستوري لحكومة فاعلة".

أمر استدعاء بانون أمام هيئة المحلفين المنوطة بالتحقيق الروسي يمثل الفرصة الكبرى ليثأر من رئيسه السابق دونالد ترمب، بما أنه لم يعد لديه الكثير ليخسره

وتجدر الإشارة إلى أن بانون كان قد تلقى مذكرة استدعاء لهيئة محلفين كبرى الأسبوع الماضي من المدعي الخاص روبرت مولر الذي يحقق في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 وتواطؤ مزعوم بين حملة ترمب وموسكو.

النار والغضب
وذكرت الصحيفة أن أمر الاستدعاء هو الثاني الذي تلقاه بانون في الأيام الأخيرة، وأضافت أنه خضع للتدقيق بعد أن أدلى بتعليقات نارية حول تحقيق روسيا في كتاب "النار والغضب" لمؤلفه مايكل وولف، عندما وصف اجتماع عام 2016 في برج ترمب بين صهر ترمب جاريد كوشنر ومدير حملته بول مانافورت وعدد من الروس بأنه "عمل خائن وغير وطني ومقيت".

وفي السياق علقت ديلي تلغراف بأن أمر استدعاء بانون أمام هيئة المحلفين المنوطة بالتحقيق الروسي يمثل الفرصة الكبرى ليثأر من رئيسه السابق دونالد ترمب، بما أنه لم يعد لديه الكثير ليخسره.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطر الذي يهدد ترمب ورئاسته واضح وأن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها مولر أمر استدعاء لإجبار شاهد على الإدلاء بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى. وهذا يبين أن التحقيق يسير على قدم وساق ويكشف عالم ترمب أكثر من أي وقت مضى.

وألمحت الصحيفة إلى إمكانية سحب أمر الاستدعاء إذا كان مجرد تكتيك تفاوضي لتشجيع بانون على التحدث إلى المحققين، ولكنها استبعدت ذلك.

وأضافت أن مولر ربما يكون قد رأى أنه يريد إعطاء بانون حرية التصرف كاملة دون محاميه، حيث يسمح فقط للمدعين العامين والمحلفين الكبار وكاتب المحكمة بالحضور في الغرفة للاستماع للشهود وهم يقدمون الأدلة.

من جانبها كتبت صحيفة واشنطن بوست أن أمر الاستدعاء الذي أرسله مكتب مولر إلى بانون للمثول أمام هيئة محلفين كبرى يمثل خطوة توحي أن تحقيقه الموسع في التدخل الروسي في حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016 أبعد ما يكون عن نهايته.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية