إنكار ترمب لدور المهاجرين هو الأسوأ

epa05736581 President Donald J. Trump salutes from the reviewing stand during the Inaugural Parade after he was sworn in as the 45th President of the United States in Washington, DC, USA, 20 January 2017. Trump won the 08 November 2016 election to become the next US President. EPA/JUSTIN LANE
الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء مراسم تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني 2017 (الأوروبية)
دعت صحيفة واشنطن بوست إلى عدم الانشغال بكلمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب البذيئة التي وصف بها بعض بلدان المهاجرين، وقالت إن تصريحاته التي تنكر دور هؤلاء المهاجرين في بناء الولايات المتحدة وأمنها ونهضتها هي التي تعتبر بحد ذاتها مسيئة.

ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب رونالد كلاين أحد كبار المساعدين للرئيسين الأميركيين السابقين
باراك أوباما وبيل كلينتون وكبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في حملة 2016، قال فيه إن "انشغالنا بكلمات ترمب البذيئة" ساعد على تجنيبه المساءلة عن جرائمه أو مخالفاته الحقيقية الأخرى.

وأشار الكاتب إلى شريط فيديو سابق احتوى حديثا متعلقا بترمب بشأن تعاملاته مع النساء، وقال إن الناس انشغلوا بتصريحات ترمب بهذا السياق بوصفه حديثا عابرا في غرفة تبديل الملابس، دون الالتفات إلى أنه ضم اعتراف ترمب شخصيا بأنه اعتدى جنسيا على نساء.

إنكار مساهمات
وعودة إلى القريب الحاضر، فإن الناس ركزوا على الكلمات البذيئة التي أطلقها ترمب بحق بلدان بعض المهاجرين التي وصفها بأنها "بؤر بذيئة" مثل هاييتي والسلفادور والدول الأفريقية، دون أن ينتبهوا إلى إنكار ترمب لمساهمات هذه الدول وأبنائها في نهضة وأمن الولايات المتحدة.

وردا على تساؤل ترمب عن سبب حاجة الولايات المتحدة لهذه الشرائح من المهاجرين من هذه البلدان، قال الكاتب إن الحقائق على أرض الواقع هي التي توفر الإجابة.

فالمهاجرون من أفريقيا وأميركا اللاتينية والكاريبي يشكلون 43% من الأفراد من أصل أجنبي المنضمين إلى صفوف القوات المسلحة الأميركية، بينما لا يشكل الأفراد من أصل أوروبي سوى 6% من هذه القوات.

كما أن نحو 42% من المهاجرين الأفارقة يحملون شهادات جامعية، بينما يحملها نحو 30% من المهاجرين من أصول أجنبية أخرى، ويحمل 32% من الأميركيين الأصليين مثل هذه الدرجات العلمية.

كما أن المهاجرين من أصل أفريقي أيضا يعتبرون حاصلين على درجات علمية عليا في القانون أو  الطب أو المجالات العلمية الأخرى أكثر من الأميركيين الأصليين. حيث يبدو أن نوعية الحياة في البلد الأصلي ليس لها كبير علاقة بنوعية المساهمة التي يمكن أن يقدمها المهاجرون من ذلك البلد إلى الولايات المتحدة.

وأضاف الكاتب أن للمهاجرين دورا كبيرا عند الحديث عن محاولات الولايات المتحدة للتنافس مع الأمم على الصعيد الدولي، سواء كان ذلك على الصعيد الاقتصادي أو المجالات الأخرى، وأن الكثير من المبدعين في أميركا هم مهاجرون قادمون من المناطق المضطربة أو الفقيرة.

كما بادر مهاجرون أفارقة من الأطقم الطبية في الولايات المتحدة إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية في أفريقيا الغربية، وذلك للمساهمة في إنقاذ المصابين بفايروس "إيبولا" الذي سبق أن اجتاح مناطق أفريقية متعددة.

وأعرب الكاتب عن الدهشة إزاء اعتقاد ترمب بأن لا يكون هناك مكانا لهؤلاء المهاجرين المؤهلين في الولايات المتحدة وإزاء كراهية ترمب للأجانب بشكل عام. 

المصدر : واشنطن بوست