مخاوف من تحول الأطباء إلى "سماعات للإيجار"

"أطباء بلا حدود" توقف دعمها للمستشفى الوحيد جنوب دمشق
مرضى يراجعون مستشفى تابعا لأطباء بلا حدود في جنوب دمشق (الجزيرة)

أشار الكاتب روبرت فيسك إلى الانتقاد الشديد الذي وجهه مدير إدارة التحليل بمنظمة أطباء بلا حدود جوناثان ويتال، إلى أطباء وصفهم بأنهم تحولوا إلى "سماعات للإيجار"، حيث يعملون مقاولين بدافع الربح بدلا من الانطلاق من المبادئ التي توجه العمل الإنساني في الصراعات.

وذكر فيسك في مقاله بصحيفة إندبندنت أن الأطباء الأجانب في مناطق الحروب يضطرون دائما إلى التحدث إلى الأشخاص السيئين، وكيف أنهم يضطرون أحيانا -كمنظمات غير حكومية- إلى رشوة المسلحين بالطعام كما حدث في دارفور، وأحيانا يتعرضون للقتل كما حدث في أفغانستان.

وأردف أن حصار المدن والقرى في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين قد أفرز تحديا مزعجا جديدا وأكثر إثارة للقلق، وهو جماعات المعونة الطبية الذين ينغمسون في الجيوش والمليشيات ومن ثم ينضمون إلى جانب واحد في الصراع.

وهذا ما دفع ويتال إلى دق ناقوس الخطر أثناء حصار الموصل وبعده، عندما سمح الأطباء والموظفون الطبيون أحيانا لقوات الأمن المحلية بالتحقق من هوية المرضى الذين يدخلون مستشفياتهم أو مراكز المساعدة، وأشار إلى أنهم "أحيانا كانوا يعطون أسماء المرضى للأجهزة السرية المحلية، وكانت تقدم تنازلات مروعة للعمل جنبا إلى جنب مع التحالف العسكري الدولي".

وغالبا ما كان هؤلاء الأطباء يعالجون الجرحى لا كمرضى وإنما كمشتبه فيهم، "وهذا الأمر يضر أساسا بثقة المرضى في المسعفين ويجعل عملنا أقل فعالية".

وأشار ويتال إلى أمثلة من عدة أماكن على هذا النهج المثير للشبهة من أطباء يفترض أنهم غير منحازين إلى طرف دون الآخر، وهذا ما يجعله منزعجا بدرجة كبيرة.

وختم بأن حصارات مماثلة في اليمن ومصر ومالي ونيجيريا قد تتطور قريبا، وتساءل في أي جانب سيقف الأطباء حينئذ؟

المصدر : إندبندنت