هل تغزو الصين كوريا الشمالية للاستيلاء على منشآتها النووية؟

Intercontinental ballistic missile (ICBM) Hwasong-14 is pictured during its second test-fire in this undated picture provided by KCNA in Pyongyang on July 29, 2017. KCNA via Reuters ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THIS IMAGE. SOUTH KOREA OUT. NO THIRD PARTY SALES. NOT FOR USE BY REUTERS THIRD PARTY DISTRIBUTORS.Ê
كوريا الشمالية ما انفكت تجري تجارب على إطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات (رويترز)
تناولت مجلة نيوزويك الأميركية الأزمة المتفاقمة بشبه الجزيرة الكورية التي تنذر باندلاع حرب نووية، وتساءلت عما إذا كانت الصين ستبادر بغزو كوريا الشمالية للاستيلاء على منشآتها النووية ونزع فتيل الأزمة.
 
ونشرت المجلة مقالا للكاتبة أوريانا سكايلار ماسترو قالت فيه إن سياسة الصين تجاه كوريا الشمالية تبدو بشكلها الظاهري متسقة مع الجهود الدولية لكبح جماح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي ما انفك يجري التجارب على إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات القادرة على حمل رؤوس حربية ونووية.

وأضافت أن بكين سمحت بمرور عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد بيونغ يانغ لكنها لم تكن ترغب في الضغط على كيم للدرجة التي تريدها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك خشية قيام كيم بسلوك طائش يشعل المنطقة برمتها.

واستدركت الكاتبة بأنه رغم هذا فإن الصين لا تبدو متمسكة بالحفاظ على نظام كيم في كوريا الشمالية، موضحة أن الرئيس الصيني شي جين بينغ تحدث علانية وبشكل مفاجئ خلال السنوات الثلاث الماضية معربا عن الرغبة في دعم إعادة توحيد الكوريتين على المدى الطويل.

‪قادة كوريا الشمالية قابلوا ردود الفعل الدولية على التجارب الصاروخية بابتسامات عريضة‬  (رويترز)
‪قادة كوريا الشمالية قابلوا ردود الفعل الدولية على التجارب الصاروخية بابتسامات عريضة‬  (رويترز)

نذر حرب نووية
وأوضحت الكاتبة أن الرئيس الصيني يرغب في هذا التوحيد من خلال السلام التدريجي حتى لو انطوى الأمر على زوال كوريا الشمالية كدولة ذات سيادة، مضيفة أن استطلاعات الرأي تظهر أن الشعب الصيني يرغب في الابتعاد عن بيونغ يانغ.

وأضافت أن المصالح الصينية في كوريا الشمالية زادت عن مجرد مخاوف بكين إزاء انتشار اللاجئين في حالة اندلاع حرب في المنطقة، وذلك لتشمل الخشية بشأن ما يتعلق بالأمن النووي وانتشار التلوث بشكل كارثي.

وأوضحت أن قدرات الجيش الصيني تطورات بشكل كبير عبر السنوات العشر الماضية، وأن تسليحه وتدريباته العسكرية تشي بأن لدى بكين خططا للطوارئ من أجل التدخل لتأمين الأسلحة النووية والمواد الانشطارية في كوريا الشمالية.

وأضافت أن القادة الصينيين قد يتدخلون للاستيلاء على المنشآت النووية الكورية الشمالية، وذلك خشية قيام كيم باستخدامها في ضرب الولايات المتحدة أو اليابان أو كوريا الجنوبية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تلوث المنطقة برمتها.

وقالت الكاتبة إنه في حال اندلاع حرب ضد كوريا الشمالية فإنه من غير المرجح أن تناضل الصين من أجل حماية نظام كيم الذي سيوجه قواته إلى الجنوب للتعامل مع القوات الأميركية والكورية الجنوبية.

وأضافت أن الجيش الصيني قد يتحرك إلى داخل الأراضي الكورية الشمالية من أجل ضمان قدر من السيطرة على الصراع ونتائجه، مثل ضمان توحيد الكوريتين بشروط مواتية لبكين، وقالت إن الصين لا ترغب في أن ترى حالة من عدم الاستقرار في كوريا الشمالية أو أن ترى تعزيزا للنفوذ الأميركي في المنطقة.

وأشارت إلى أن تنسيقا أميركيا صينيا مشتركا قد ينشأ في هذا السياق، وذلك من أجل تجنيب المنطقة حربا نووية كارثية شاملة.

المصدر : الجزيرة + نيوزويك