هآرتس للحكومة الإسرائيلية: اتركوا قناة الجزيرة وشأنها
قالت صحيفة هآرتس إن قرار مدير مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي بسحب البطاقة الصحفية من مراسل شبكة الجزيرة إلياس كرام، جاء عقب أدلة قدمها مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الإعلام أيوب قرا.
وأضافت الصحيفة في مقال افتتاحي أن هذه الخطوة ضد كرام هي جزء من حرب تشنها إسرائيل ضد الجزيرة، التي وصفتها هآرتس بأنها "الشبكة التلفزيونية العربية الأكبر والأهم في العالم"، وبذلك تنضم إسرائيل إلى البحرين والإمارات ومصر والسعودية التي أعلنت الحرب على قناة الجزيرة.
وأشارت إلى أن كرام مواطن إسرائيلي، وتعتبر سحب بطاقته الصحفية خطوة بلا معنى، ويبقى الغرض منها فقط الضغط عليه والإساءة إليه، وفي الوقت ذاته لا يمكن الاستخفاف بها، لأنها تضمر نوايا تتمثل بتخويفه، والعمل على إسكات كل من يريد انتقاد إسرائيل.
ومضت الصحيفة إلى القول إذا كانت الجزيرة قد تعرضت للعقوبة الإسرائيلية، فقد يأتي الدور غدا على قنوات تلفزيونية أخرى، بما فيها وسائل إعلام إسرائيلية.
وأكدت الصحيفة أنه لا حاجة لإسرائيل لأن تبدي إعجابها بما تبثه الجزيرة كي تسمح لها بالعمل بحرية، لأن كرام صحفي ذو فكر، ويعتبر أن عمله الإعلامي جزء من الكفاح الوطني لأبناء شعبه الفلسطيني.
وأردفت قائلة إنه طالما لم يتجاوز كرام القانون الإسرائيلي فهذا حقه، مشيرة إلى أن هناك عددا غير قليل من الصحفيين الإسرائيليين، من مختلف ألوان الانتماءات السياسية، يكرسون عملهم الصحفي لإيصال رسائلهم الفكرية، سواء مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي، أو حتى دعمهم لهذا الاحتلال، والاستيطان غير القانوني في الأراضي الفلسطينية.
وأضافت أنه ليس من مهام المكتب الصحفي الحكومي الإسرائيلي ووزير الإعلام التنقيب في قلوب الصحفيين ونواياهم، حتى يقرر إن كان مسموحا لهم بالعمل في المجال الإعلامي والسياسي الذي توافق عليه الحكومة الإسرائيلية، لا سيما إن كان من يحكمها هو التيار اليميني.
وختمت بالقول إن فرض العقوبات من قبل الحكومة الإسرائيلية على الصحفيين، ومنهم مراسلو الجزيرة، يشكل تعديا على المبادئ الديمقراطية وانتهاكا لحرية الصحافة والتعبير، وما حصل مع كرام لا يهدد الجزيرة وحدها، بل حرية الصحافة في إسرائيل، التي تحاول الحكومة التشويش عليها.
من جانبها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن كرام (40 عاما) صرح في مايو/أيار الماضي لقناة تلفزيونية مقربة من الإخوان المسلمين اسمها "دار الإيمان"، أن عمله الصحفي يتركز في المناطق المحتلة التي تشهد مواجهات عسكرية، وهو يرى أن عمله الإعلامي هذا جزء طبيعي من المقاومة.
وقال كرام لمدير مكتب الإعلام الحكومي نيتسان حان إنه يؤدي دوره الإعلامي بالكاميرا والصوت، لأنه جزء من هذا الشعب الفلسطيني الذي يخوض مقاومته، وإنه لم يقصد المقاومة المسلحة العنيفة.
وقالت الصحيفة إن قرار سحب بطاقة كرام الصحفية قوبل بشجب من أطراف إسرائيلية لما يشكله ذلك من تضييق على العمل الصحفي داخل إسرائيل.