دعوة لترمب لتجنب التورط بحرب مع إيران

U.S. President Donald Trump gestures as he delivers an address at the Israel Museum in Jerusalem May 23, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst
الرئيس الأميركي دونالد ترمب أطلق تصريحات متعددة ضد إيران في أكثر من مناسبة (رويترز)
حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية من احتمالات اندلاع حرب أميركية مع إيران، وقالت إن آخر ما تحتاجه الولايات المتحدة هو التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط، وسط تصاعد أجواء التوتر والصراعات التي قد تؤدي إلى نزاع مسلح مع طهران.

وقالت في افتتاحيتها إن طبول الحرب بدأت تدق من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبعض كبار مساعديه، ومن جانب بعض القادة العرب السنة والناشطين الأميركيين على حد سواء، وذلك من خلال التصريحات الاستفزازية والتهديدات والإجراءات الصريحة الواضحة ضد إيران.

وأضافت أن إيران من جانبها تسهم في التسبب في هذه الاستفزازات، وذلك من خلال احتجازها الطالب الأميركي شيويه وانغ، ومن خلال دعمها رئيس النظام السوري بشار الأسد، وأضافت أنه بالنسبة للعديد من السياسيين الأميركيين فإن طهران -التي ابتعدت عن أميركا وتخلت عنها منذ 1979- تستحق العقوبة والعزلة.

واستدركت بالقول: لكن الولايات المتحدة وإيران تشتركان أيضا في بعض المصالح مثل القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتساءلت: لماذا لا نستغل كل الأدوات الدبلوماسية الممكنة بما فيه فتح باب الحوار مع طهران، التي سبق استغلالها في التعامل مع الدول الأكثر عدائية؟

وقالت نيويورك تايمز إنه لمن المفيد أن نتذكر غزو العراق في 2003 الذي يعد أكبر خطأ إستراتيجي فادح في التاريخ الحديث للولايات المتحدة.

‪قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري دعا أميركا لإبعاد قواعدها مسافة ألف كيلومتر عن بلاده‬  (الجزيرة)
‪قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري دعا أميركا لإبعاد قواعدها مسافة ألف كيلومتر عن بلاده‬  (الجزيرة)

غزو العراق
وأوضحت أن الولايات المتحدة حشدت بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان، لكن الحديث في واشنطن تحوّل فجأة لينصبّ على العراق، وعن فرصة الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وذلك بالرغم من أنه ليست له أي علاقة بهذه الهجمات، ورغم أنه لا يملك أي أسلحة نووية كما كان يزعم الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن.

وقالت إن بوش قرر أن يخوض حربا استباقية ضد العراق دون أي مبرر أو إستراتيجية قوية، وحذرت من التورط في حرب جديدة مشابهة ضد إيران، وتحدثت بإسهاب عن العديد من التفاصيل التي قد تقود إلى مثل هذا التورط مرة أخرى.

من جانبها، نشرت مجلة فورين أفيرز الأميركية مقالا مشتركا للكاتبين ماديسون شرام وأريان طبطبائي دعيا فيه الولايات المتحدة إلى عدم اللجوء إلى تغيير النظام في إيران، وهو المطلب الذي يحث عليه الصقور الإيرانيون المناوئين للنظام مستغلين الروح العدائية لترمب وفريقه ضد طهران.

وقال الكاتبان إن تغيير النظام في إيران لا يعد أمرا ممكنا إلا إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للالتزام سياسيا وعسكريا بمسرح آخر في الشرق الأوسط لفترة طويلة من الزمن.

وأضافا أن إيران شكلت منذ 1979 تحديا إستراتيجيا للولايات المتحدة، وبعض النقاد والباحثين دعوا إلى ممارسة المزيد من الضغط على النظام الإيراني، وذلك من أجل مواجهة أنشطته الشنيعة المتمثل بعضها في انتهاكات حقوق الإنسان أو المتعلقة بالبرنامج النووي أو دعم الجماعات الإرهابية.

لكن توصيات هؤلاء النقاد والباحثين كانت غالبا تفشل في تحديد إستراتيجيات واقعية صالحة لتحقيق الأهداف المرجوة، فمنهم من دعا إلى توجيه ضربات جوية لوقف الأنشطة النووية الإيرانية، ومنهم من دعا إلى تغيير النظام، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد الخطوط العريضة للوسائل المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية