هل خلخل ترمب أواصر التحالف الأميركي الأوروبي؟

U.S. President Donald Trump (C) is flanked by British Prime Minister Theresa May (L) and NATO Secretary General Jens Stoltenberg during in a working dinner meeting at the NATO headquarters during a NATO summit of heads of state and government in Brussels, Belgium, May 25, 2017. REUTERS/Matt Dunham/Pool
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتوسط رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ بمقر الحلف ببروكسل (رويترز)
تناولت صحف أميركية التصريحات التي ما انفك الرئيس دونالد ترمب يطلقها، وخاصة ما تعلق بالتحالف بين بلاده وأوروبا، وتحدثت عن صدى جولته الأوروبية وزيارته مقر حلف الناتو في بروكسل، وتساءلت ما إذا كان ترمب قد خلخل أواصر هذا التحالف؟

فقد أشارت واشنطن بوست -من خلال مقال للكاتبة آن أبليبوم- إلى أن الأشياء قد تغيرت بالنسبة للتحالف الأميركي الأوروبي، وأضافت أن البيت الأبيض لم يقم منذ أكثر من أربعة أشهر بتعيين سفراء في الدول الأوروبية، وأنه لم يقم بملء المناصب الدبلوماسية ذات المستوى العالي، بل إنه لم يعط أي إشارات على أنه سيفعل.

واستدركت بالقول لكن إدارة ترمب أرسلت بين الفينة والأخرى مبعوثين -من بينهم نائب الرئيس الأميركي ووزير الدفاع- وذلك عبر الأطلسي حاملين رسائل طمأنة عامة.

وأضافت أن هؤلاء الموفدين أكدوا التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأنهم تحدثوا عن الروابط والتحالفات القديمة لبلادهم مع أوروبا، وأكدوا أن شيئا لم يتغير.

‪أنجيلا ميركل دعت الأوروبيين إلى تولي مصيرهم بأيديهم‬ (رويترز)
‪أنجيلا ميركل دعت الأوروبيين إلى تولي مصيرهم بأيديهم‬ (رويترز)

محاضرات وخلافات
وأشارت الصحيفة إلى أن الأوروبيين كانوا يستمعون لما يقوله الموفدون الأميركيون وأنهم كانوا يتظاهرون بأنهم يصدقون ما يسمعون، ولكنهم كانوا ينتظرون تغريدة يطلقها الرئيس ترمب ليؤكد أو ينفي، والذي بدوره لم يفعل.

وعودة إلى الحاضر، فقد قالت الصحيفة إنه يتبين الآن أن الموفدين لم يكونوا موثوقين، وإن كل شيء قد تغير. 

وأوضحت أنه ما أن وصل ترمب بروكسل قبل أيام حتى بدأ يلقي المحاضرات على مسامع حلفائه الأوروبيين المقربين، متهما إياهم بأنهم مدينيون بمبالغ هائلة من المال للناتو ولدافع الضرائب الأميركي.

وأشارت إلى أن ترمب سرعان ما شن هجوما حادا على ألمانيا مهددا بإيقاف صادراتها من السيارات إلى أميركا، وذلك خلال اجتماعه مع عدد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي، وأنه وصف الألمان بأنهم سيئون.


وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن المستشار الألمانية أنجيلا ميركل دعت الأوروبيين في أعقاب جولة ترمب إلى تولي مصيرهم بأنفسهم وإلى عدم الاعتماد على الآخرين، وأضافت أن ميركل تعني بتصريحها هذه الولايات المتحدة دون غيرها.

من جانب آخر، تساءلت مجلة ذي ناشونال إنترست ما إذا كان ترمب يدفع بميركل لخلق قوة ألمانية عظمى. وأشارت إلى أن ترمب تولى زمام الأمور في بلاده وهو يتمنى في أن يحدث انقساما في الاتحاد الأوروبي.

وتساءلت ناشونال إنترست بالقول: ولكن ماذا لو أدت رئاسة ترمب إلى توحيد الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر ضد الولايات المتحدة نفسها؟

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية