غارديان: ترمب يعرقل العدالة بإقالة مدير أف بي آي

علقت صحيفة غارديان على إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الذي يحقق في علاقته بقوة أجنبية معادية بأنه أمر غير طبيعي يصل إلى حد السخافة.

وأشار كاتب المقال جوناثان فريدلاند إلى أن الظروف المحيطة بإقالة جيمس كومي تثير الشكوك، نظرا إلى حقيقة أن خطاب فصله نقله الحرس الخاص لترمب، أو أن كومي علم بفصله عن طريق الأخبار عبر شاشات التلفاز بينما كان بعيدا عن مكتبه وبالتالي غير قادر على إزالة أي وثائق حاسمة، إذا كان هناك من أوعز له القيام بذلك.

أو أن حتى كبار موظفي البيت الأبيض لم يكن لديهم أي تنبيه بحدوث هذا الأمر، أو أن دائرة ترمب الداخلية كانت مضللة لدرجة أنها اعتقدت أن هذه الخطوة لن تسبب عاصفة وستلقى ترحيبا دافئا من كل الأطراف.

وسخر الكاتب من فكرة إقالة ترمب لكومي الآن، بعد عام تقريبا، بسبب تصريحات مهينة عن هيلاري كلينتون في يوليو/تموز 2016 أو للإفشاء عشية الانتخابات أن تحقيقات أف بي آي في قضية البريد الإلكتروني قد أعيد فتحها، وهو القرار الذي امتدحه ترمب في حينها كدليل على الشجاعة.

واعتبر التركيز على أي من هذه النقاط، مهما كانت مخيفة، هو خروج عن صلب المسألة، ألا وهو أن الرئيس قد أقال مدير الـ أف بي آي في خضم تحقيق جار عن هذا الرئيس وفريقه، فقد كان كومي يحقق في حملة ترمب بشأن تواطؤ مزعوم مع روسيا ومع ذلك فصله من منصبه.

وأضاف الكاتب أن ما حدث ببساطة هو عرقلة للعدالة رغم أن سلطة الرئيس تخوله فصل أي مدير لـ أف بي آي، وذلك لأن منصب مدير الاستخبارات الأميركية الآمن كان مفهوما على أنه قاعدة لا يمكن انتهاكها وأنها جزء من دستور أميركا غير المكتوب الذي يهدف إلى حماية استقلالية إنفاذ القانون من التدخل السياسي.

وهذا هو ما داس عليه ترمب، ولهذا السبب يقول أساتذة القانون إنه إذا جاء اليوم الذي تقدم فيه لائحة اتهام ضد ترمب فإن أول تهمة ستكون عرقلة العدالة.

وختمت الصحيفة بأن ترمب سيسعى بلا شك إلى صرف الانتباه مرة أخرى لتحل قصة أخرى محل قصة كومي وأن هذه هي طريقة عمله، لكنه في الوقت الراهن ذكر الجميع بما يُنسى غالبا وهو أن سلوك هذه الرئاسة ليس مقبولا وليس أمرا طبيعيا.