ذي تلغراف: "جيل بوتين" لم يعرف سوى بيئة الفساد

مظاهرات للمعارضة الروسية احتجاجا على تفشي الفساد
مظاهرات للمعارضة الروسية احتجاجا على تفشي الفساد (الجزيرة)
علق الكاتب كون كوغلين على الاحتجاجات الواسعة المناهضة للحكومة الروسية بأن هذا الأمر لن يكون مسليا لرئيس -مثل فلاديمير بوتين اعتاد على تسيير الأمور بأساليبه الخاصة منذ سيطرته الأولى على الكرملين قبل 17 عاما، عندما اتخذ نهجا وحشيا لسحق أي شكل من أشكال المعارضة.

وقد أدى ذلك داخليا إلى اتهامات بأن الكرملين دبر اغتيال المعارضين السياسيين البارزين وسحق الأحزاب السياسية المعارضة وكذلك الصحف ومحطات التلفاز وأي وسائل إعلامية أخرى تجرأت على التشكيك في حكمه.

العديد من المتظاهرين يمثلون ما يسمى "جيل بوتين" من المراهقين وأبناء العشرينات الذين لم يعرفوا أي بيئة سياسية أخرى باستثناء بيئة الأوتقراطية والفساد التي عليهم أن يتحملوها تحت حكم بوتين

وألمح الكاتب في مقاله بصحيفة "ذي تلغراف" إلى صورة مماثلة خارج روسيا سلكت فيها موسكو نهجا قويا ضد جورجيا وأوكرانيا المجاورتين لأنهما تجرأتا على الاحتجاج على التدخل الروسي في شؤونهما، وهو ما أدى إلى وقوع أجزاء كبيرة من أراضي هاتين الدولتين تحت السيطرة الروسية.

وبالتالي فالمفاجأة الكبيرة عن هذه الاحتجاجات المناهضة للحكومة هي أنها حدثت بالفعل، وأنها كانت من جيل جديد من المتظاهرين الذين أثار قلقهم احتمال حصول بوتين على فترة ولاية أخرى لست سنوات في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الناشط السياسي أليكسي نافالني الذي يقف وراء هذه الاحتجاجات قد استغل الإنترنت بذكاء لحشد الدعم، واستخدم الطائرات المسيرة في فضح بعض المساكن الفاخرة التي يمتلكها كبار حاشية بوتين مثل رئيس الوزراء ديمتري مدفيدف ونشرها على اليوتيوب، مما سلط الضوء على الفساد المستوطن الذي هو لعنة روسيا الحديثة على جمهور جديد ومتحمس.

وأضافت أن السمة الرئيسية للاحتجاجات الأخيرة هي أنها صارت ظاهرة وطنية فعلا، حيث انتشرت في 82 مدينة حتى وصلت إلى سيبيريا وإيكاترينبرغ في الأورال وفلاديفوستوك بأقصى الشرق.

وهناك ملمح آخر هام وهو أن العديد من المتظاهرين يمثلون ما يسمى "جيل بوتين" من المراهقين وأبناء العشرينات الذين لم يعرفوا أي بيئة سياسية أخرى، باستثناء بيئة الأوتقراطية والفساد التي عليهم أن يتحملوها تحت حكم بوتين.

المصدر : تلغراف