كاتب: عوامل اندلاع "الجرف الصامد" موجودة
قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن مكونات الانفجار الذي حصل قبيل اندلاع حرب غزة الأخيرة (الجرف الصامد 2014)، إضافة إلى عوامل أخرى، موجودة حاليا.
وأضافت الصحيفة في مقال كتبه نداف شرغاي أن من هذه العوامل تزايد الضائقة الاقتصادية في غزة، ومواصلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للتسلح، وتقاطر سقوط الصواريخ على التجمعات الاستيطانية، والردود العسكرية الإسرائيلية، وكل ذلك يطرح أسئلة عديدة عما سيحدث في الربيع القادم على الجبهة الجنوبية في غزة.
وأوضح شرغاي أن حماس في غزة ما زالت تجري حسابات الربح والخسارة قبل أن تقرر إلى أين وجهتها القادمة، ومتى ستنطلق إلى المعركة الجديدة ضد إسرائيل، وهو ذاته الفحص الذي تجريه دوائر صنع القرار في تل أبيب، في محاولة لاستخلاص الدروس والعبر من الحرب السابقة، ومحاولة الإجابة على تساؤلات حول مكاسب حماس وخسائرها من الحرب القادمة.
وأكد أن كل ذلك سيمنح أجهزة المخابرات الإسرائيلية القدرة الدقيقة على تشخيص نوايا حماس في توجهها إلى مواجهة عسكرية جديدة في الجنوب، والأهم من ذلك توقيتها.
واستذكر الكاتب تحذيرات رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية هرتسي هاليفي مؤخرا حول تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، مما يعني أن ساعة العد التنازلي قد بدأت للحرب الجديدة، ونحن نقترب منها بالفعل، ويمكن لحماس في غزة أن تتذرع بتدهور الوضع الاقتصادي باعتبار أنه ليس لديها ما تخسره.
وختم بالقول إن الذي قد يسرع بالمواجهة القادمة، أن حماس ما زال بحوزتها 15 نفقا لم تتضرر منذ الحرب الأخيرة، في وقت تبذل فيه إسرائيل جهودا حثيثة لاستكمال مشروعها الهندسي التقني لاستهداف الأنفاق على حدود غزة. وبنظر حماس فإن هذه الأنفاق تعمل في الوقت الضائع، مما قد يدفعها لاستخدامها قبيل أن تحولها إسرائيل إلى وسائل عسكرية.
من جهته قال الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويلا الإخباري أمير بوخبوط إن الجيش الإسرائيلي يركز تدريباته الأخيرة على مواجهة أنفاق حماس الهجومية حتى لا يتكرر سيناريو الجمعة الأسود في الأول من أغسطس/آب 2014، حين نجح مقاتلوها في أسر الضابط الإسرائيلي هدار غولدن بمدينة رفح خلال الحرب الأخيرة عبر أحد الأنفاق، مما يتطلب حرمان الحركة من فرصة تحقيق مفاجأة جديدة لإسرائيل.
وكشف النقاب أنه بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة، أقيم في قاعدة التدريبات العسكرية بصحراء النقب موقع ميداني مشابه تماما للمواقع القتالية التي تقيمها حماس، بما فيها شبكات الأنفاق، وأطلق على الموقع اسم "الأخطر"، ويقود التدريبات فيه الجنرال يارون فينكلمان الذي يشرف على تدريبات قتالية ميدانية تحاكي الوضع السائد في قطاع غزة، حتى يكون الجنود جاهزين لإمكانية السيطرة على هذه المواقع من الناحية العملياتية.