غارديان: مجاعة من صنع الإنسان بجنوب السودان
وأضافت الصحيفة أن هذا الصراع بدد الآمال بأن تزدهر هذه البلاد الغنية بالنفط عندما تنال استقلالها من السودان بعد نهاية أطول حرب مستمرة في أفريقيا.
وكانت حكومة جنوب السودان وثلاث منظمات إغاثة أعلنت أمس الاثنين أن أجزاء من البلاد تعاني المجاعة جراء الحرب الأهلية والأزمة الاقتصادية الطاحنة في هذه الدولة الوليدة الواقعة شرق أفريقيا.
ولاية الوحدة
وقال رئيس المكتب الوطني للإحصاءات إساياه تشول أرواي -خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة جوبا– إن "بعض مقاطعات ولاية الوحدة مصنفة أنها في مجاعة… أو معرضة لخطر المجاعة".
وأضاف أنه يتوقع أن يعاني 4.9 ملايين شخص انعدام الأمن الغذائي بين فبراير/شباط الجاري وأبريل/نيسان المقبل بسبب الأثر بعيد المدى للصراع في البلاد، وارتفاع أسعار الغذاء، وتعثر الاقتصاد، وانخفاض الإنتاج الزراعي، على أن يرتفع الرقم إلى 5.5 ملايين شخص بحلول يوليو/تموز.
من جانبها، قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي إن "المجاعة تؤثر حاليا في أجزاء من ولاية الوحدة شمال وسط البلاد، ويعني إعلان المجاعة الرسمي أن هناك أشخاصا بدؤوا يموتون بالفعل بسبب الجوع".
المأساة الأساسية
وصرح يوجين أوسو منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في جنوب السودان بأن "المأساة الأساسية للتقرير الذي نشر أمس هي أن المشكلة من صنع الإنسان".
وأردف القول بأن "كل العناصر كانت قائمة منذ فترة، وكنا نعرف جميعا أن لدينا أزمة غذائية كبرى".
واعتبر أن النزاع وانعدام الأمن لدى العاملين بالوكالات الإنسانية الذين تعرضوا لهجمات أثناء أدائهم عملهم، ونهب "موارد الإغاثة" أدت إلى تفاقم الأزمة.
يُذكر أن هناك مليون مواطن على حافة المجاعة في أجزاء عدة من جنوب السودان توقفت فيها أعمال الزراعة منذ اندلاع الحرب الأهلية بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار في ديسمبر/كانون الأول 2013 بعد سنتين من الانفصال عن الوطن الأم السودان.