صحيفة أميركية: على ترمب ألا يتخلى عن الإطاحة بالأسد

عمل كومبو يضم ترامب وبوتين والأسد
اهتمت صحيفة ذي هيل الأميركية بالشأن السوري في ظل المحاولات الدولية لإيجاد تسوية سياسية تضع حدا للحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ست سنوات، وقالت إنه يجب على الرئيس الأميركي دونالد ترمب ألا يتخلى عن الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد الذي قصف شعبه بالغاز وعذب الأبرياء.

ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب شلومو بولتس قال فيه إن الرئيس ترمب على وشك أن يقترف خطأ كبيرا، وأشار إلى أن ترمب اتصل مؤخرا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتصدرت الأزمة السورية أجندة حديثهما.

وقال إن الاتصال بين الزعيمين جاء بعد يوم واحد من استقبال الرئيس بوتين للطاغية الأسد في بلدة سوتشي بجنوب روسيا، وهي الزيارة الثانية للأسد إلى روسيا منذ بدأ بقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في بلاده عام 2011.

وأشار الكاتب إلى أن البيت الأبيض أصدر بيانا يحث فيه على الحاجة إلى "الاستقرار في سوريا موحدة"، لكن بوتين يحاول إقناع ترمب وإجبار المعارضة السورية على القبول ببقاء الأسد في السلطة.

الأطفال من أبرز ضحايا الحرب المستعرة في سوريا (رويترز)
الأطفال من أبرز ضحايا الحرب المستعرة في سوريا (رويترز)

حرب شرسة
وقال الكاتب إن هذه نتيجة تضر بمصالح الولايات المتحدة وإنه لا يمكن لا للرئيس ترمب ولا للكونغرس الأميركي قبولها.

وأوضح أن الأسد الذي تدعمه روسيا ويدعمه الحرس الثوري الإيراني -الذي صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية- استخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين وقصف المدارس وعذب الأبرياء للحفاظ على السلطة، وأنه تسبب في مقتل ما لا يقل عن نصف مليون إنسان وفي تشريد الملايين.

وأضاف أن الأسد أشعل حربا كبيرة في بلاده أدت إلى جعل المقاتلين الأجانب المؤيدين للحرس الثوري الإيراني القوة المهيمنة على الأرض، وأن إيران وروسيا تعدان هذه النتيجة انتصارا.

وأشار إلى محاولة روسيا إجبار المعارضة على ضم "منصة موسكو" -وهي هيئة سياسية ذات توجهات واضحة مؤيدة للأسد ولروسيا- في وفدها التفاوضي المقبل.

روسيا استخدمت قاذفات استراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 إم3 في قصف سوريا (رويترز)
روسيا استخدمت قاذفات استراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 إم3 في قصف سوريا (رويترز)

ذبح السوريين
وأضاف الكاتب أنه إذا اختار ترمب قبول الموقف الروسي، فإنه يكون قد انضم إلى بوتين والأسد في ذبح السوريين.

وقال إنه بصرف النظر عن العار الأخلاقي لإضفاء الشرعية على الرجل الذي قصف الشعب السوري بالأسلحة الكيميائية، فإن هذا القرار يضع المصالح الأميركية في خطر. 

وأشار إلى أن إيران حققت هدفها في الجسر البري الذي يوصلها عبر العراق فسوريا إلى المتوسط في لبنان، وأضاف أن مقاتلي حزب الله اللبناني شوهدوا على الأرض يقتحمون البلدة الأخيرة اللازمة لاستكمال هذا الجسر البري، كما أنه تم التقاط صور للجنرال الإيراني قاسم سليماني في هذه البلدة.

وقال إنه إذا تركنا الأسد في السلطة، فإن مستقبل سوريا سيتصف بالهيمنة الإيرانية وبالتهديدات المختلفة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية والمجموعات المتطرفة الأخرى.

ودعا الكاتب الرئيس ترمب والكونغرس والخارجية الأميركية للتصدي للمبادرة الدبلوماسية الروسية، وإلى ضمان توفير الفرصة للمعارضة الحقيقية لاتخاذ القرارات في محادثات السلام المقبلة في سوريا، وإلى المطالبة بتنفيذ بيان مؤتمر جنيف الثاني الذي أقرته الولايات المتحدة وروسيا ودعا بوضوح إلى رحيل الأسد.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية