هل تحولت سوريا لساحة تبادل رسائل بين إيران وإسرائيل؟

epa06202680 Israeli soldiers stand on top of their Israel tanks at a gathering site of Tanks and armored personnel carriers (APCs) in the Golan
المسؤولون الإسرائيليون قلقون من التحركات العسكرية الإيرانية بسوريا (الأوروبية)

ذكر خبير عسكري إسرائيلي أن الساحة السورية باتت تشهد تبادل رسائل سياسية وعسكرية بين إسرائيل وإيران في الآونة الأخيرة، دون أن يكون للمحور الإيراني رغبة في تصعيد الوضع الأمني في هذه المرحلة وصولا لحرب شاملة.

وأضاف رون بن يشاي -في صحيفة يديعوت أحرونوت- أن المطلوب من تل أبيب هو عدم الوصول لحرب إقليمية، شرط تحقق الردع أمام إيران وسوريا وحزب الله دون أن تتطور العلاقة لمواجهة عسكرية مباشرة.

وقال إن الإيرانيين بصدد تحقيق جملة أهداف من سلوكهم الحالي تجاه تل أبيب، من أهمها تحصيل شرعية دولية وإقليمية لوجودهم في سوريا، بجانب توفير ردع كاف أمام إسرائيل من خلال التصدي لطائراتها في أجواء سوريا ولبنان.

وأوضح أن الإيرانيين والسوريين يسعون لتحقيق هذه الأهداف تجاه إسرائيل من خلال تصديهم لطائرات سلاح الجو لديها لتقييد حرية حركة تلك الطائرات في أجواء سوريا، وأيضا من خلال تقنين وجودهم بسوريا عبر توقيع اتفاقيات مع دمشق.

وأوضح بن يشاي أن هناك توجها إيرانيا لتخزين كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة في سوريا، لاسيما في المجال الجوي، والتي تسعى لتقييد حرية حركة الطيران الإسرائيلي فيه. 

وزعم في المقابل أن إسرائيل تسعى لمواجهة هذا السلوك الإيراني ضدها في سوريا من خلال وسائل دبلوماسية، بهدف التوصل لتعاون أميركي روسي على المدى البعيد، تمنع إيران من بسط نفوذها العسكرية في الجارة الشمالية لإسرائيل. 

حرب شاملة
من جهته، توقع الجنرال الإسرائيلي رونين إيتسيك -في مقاله على موقع "أن آر جي" نشوب حرب قوية بالمنطقة خلال المرحلة القادمة، تشترك فيها إسرائيل بصورة كبيرة، في ظل السخونة الجارية للبيئة الإقليمية.

وأضاف إيتسيك أن إيران تبدي "استخفافا" بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حين أن روسيا منشغلة بتقسيم غنائمها بدول المنطقة، لأن تواصل سماع القذائف الصاروخية القادمة من سوريا لهضبة الجولان يعطي مؤشرات على تصاعد التوتر في علاقة إسرائيل مع جيرانها.

وأشار إلى أنه رغم التصريحات القوية الصادرة عن الولايات المتحدة ضد طهران، فإن الأخيرة لم تأخذها بالجدية اللازمة، بل ردت باستقبال قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة، ومن جهة أخرى زادت من احتكاكها مع إسرائيل بعدد من ساحات سوريا، وفي ظل تراجع المخاطر التي يشكلها تنظيم الدولة الإسلامية فإن إيران تسارع إلى ملء الفراغ.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية