الغارديان: تدخل روسيا بالانتخابات الأميركية لا يمكن تجاهله

كومبو يضم بوتين وترامب
تقرير المخابرات الأميركية يتهم بوتين بالتدخل للتأثير في انتخابات الرئاسة (الأوروبية)
تعليقا على تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية، كتبت الغارديان أن القوة الأجنبية الأولى التي تدخلت بشكل مباشر في الانتخابات لم تكن روسيا، بل كانت فرنسا.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن تاريخ هذا التدخل لم يكن عام 2016، ولكن كان عام 1796، ولم يكن المستفيد هو دونالد ترمب ولكن توماس جيفرسون، حيث حاول السفير الفرنسي وقتها تعزيز موقف جيفرسون الديمقراطي والمحب للفرنسيين، ضد الاتحادي والمحب للإنجليز جون آدامز، لكن هذا الإجراء جاء بنتيجة عكسية وساعد في فوز آدامز.

والآن بعد مرور 150 عاما وخلال الحرب الباردة، وحتى بعدها، حاولت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بكل الوسائل تشكيل الانتخابات في أماكن كثيرة من العالم، ومن ثم لا ينبغي الوقوع في خطأ القول إن تورط روسيا المزعوم في الانتخابات الأميركية عام 2016 غير مسبوق، لأنه ليس كذلك.

إذا ثبتت صحة هذه الاتهامات فإن هذا من شأنه أن يؤكد ليس فقط أنه تهديد دولة لدولة، بل نظام لنظام، وسيظهر أن الدولة الروسية تحاول بشكل منهجي تخريب الأنظمة الديمقراطية وثقة الشعوب فيها

ومع ذلك، فإن تدخل روسيا الواضح في الانتخابات الأميركية السنة الماضية لا يمكن الدفاع عنه لأن الاتهام -المثبت في التقرير الاستخباري الذي نشرته وكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه)، ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، ووكالة الأمن القومي (إن إس أي) الأسبوع الماضي- فيه إدانة واضحة للرئيس فلاديمير بوتين بأنه أمر شخصيا بحملة تأثير في عام 2016 لتقويض الثقة في النظام الديمقراطي الأميركي لتشويه سمعة هيلاري كلينتون ولمساعدة دونالد ترمب.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا ثبتت صحة هذه الاتهامات، فإن هذا من شأنه أن يؤكد ليس فقط أنه تهديد دولة لدولة، بل نظام لنظام، وسيظهر أن الدولة الروسية تحاول بشكل منهجي تخريب الأنظمة الديمقراطية وثقة الشعوب فيها، وهذه الأنظمة والثقة يجب الدفاع عنها، ولا ينبغي تجاهل التهديد الذي تتعرض له.

وأردفت أن هذا لا يدعي أن تقييم الاستخبارات المنشور يثبت قضيته؛ فهو لا يثبت ذلك، جزئيا لأنه لا يمكنه أن يفعل ذلك دون المساس بمصادره وأساليبه، وجزئيا لأن الثقة في وكالات الاستخبارات قد اهتزت كثيرا خلال الأحداث التي وقعت في حرب العراق وإفشاءات إدوارد سنودن؛ وهذا يعني -للأسف- أنه يترك مساحة للشك المشروع وغير المشروع على حد سواء.
 
وختمت الصحيفة بأن رد ترمب على تقييم الاستخبارات يندرج في الفئة الثانية، لأنه صدر من مرشح وليس قائدا وطنيا، ورفضه الإيجاز الذي قدم الجمعة الماضي يبدو أكثر اهتماما بتعزيز شرعية انتخابه هو من التصدي لتهديد بوتين بزعزعة الاستقرار.

المصدر : غارديان