ظاهرة المتسللين من الضفة تؤرق إسرائيل

الجيش الإسرائيلي على حدود غزة ونالت منه قذائف الهاون التي لا تستطيع القبة الحديدية رصدها
الجيش الإسرائيلي على حدود غزة (الجزيرة-أرشيف)
قال تقرير نشره موقع الجيش الإسرائيلي إن هناك جهودا تبذلها قيادة المنطقة الوسطى لوقف ظاهرة المتسللين الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل، لأن استمرارها قد ينتهي بعمليات مسلحة وخسائر بشرية إسرائيلية.

وأوضح أن الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل بطريقة غير قانونية يدخلون من مناطق الضفة الغربية إلى المدن الإسرائيلية، مما يتطلب من قادة الألوية والكتائب العسكرية التنبه واليقظة على مدار 24 ساعة للدفاع عن أمن الإسرائيليين.

وأشار الضابط عومر كوهين قائد وحدة نخشون التابعة للواء كافير المكلفة بمتابعة ظاهرة المتسللين الفلسطينيين، إلى أن أحد التحديات الأمنية التي تواجه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة تتمثل في ظاهرة المتسللين الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل ممن يخترقون الجدار الفاصل في الضفة الغربية، ويصلون إلى داخل المدن الإسرائيلية، وأن الجنود المكلفين بوقف هذه الظاهرة يعرفون جيدا المناطق التي يستغلها الفلسطينيون.

وأضاف أن معظم هؤلاء الفلسطينيين المتسللين يدخلون إسرائيل للبحث عن مصادر عمل يسترزقون منها، لكن هناك مخاطر من هذه الظاهرة تتحسب منها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتمثل في استغلال المنظمات الفلسطينية المسلحة لها كي ترسل منفذي عمليات محتملين إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل.

وأوضح كوهين أن عام 2016، وفق كل المعطيات الرقمية، شهد تنفيذ عدد غير قليل من الهجمات الفلسطينية على يد مقيمين غير قانونيين اجتازوا الجدار إلى داخل إسرائيل، مما دفع الجيش لابتكار طرق لمكافحة الظاهرة، بهدف تقليصها إلى الحد الأقصى وإيجاد رادع أمام كل من يساهم في نقل الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل بطريقة غير قانونية، سواء من يساعدهم في اجتياز الجدار، أو يدلهم على طرق الوصول إلى المدن الإسرائيلية، وحتى من ينقلهم في سياراتهم.

إجراءات ردعية
وكشف كوهين عن بعض الإجراءات الردعية الجديدة، ففي الأعوام السابقة كان الجيش يعيد أي فلسطيني يقترب من الجدار الفاصل بغرض التسلل لداخل إسرائيل، لكننا اليوم نعتقله ونقدمه إلى المحاكمة.

كما توسعت الأجهزة الأمنية والجهات العسكرية الإسرائيلية المكلفة بوقف هذه الظاهرة مثل حرس الحدود والشرطة والاستخبارات، لأن الهدف المركزي لهذه الحملات ليس هو المتسلل غير القانوني، وإنما ضرب الشبكة التنظيمية التي تقوم بتهريب الآلاف من الفلسطينيين، ومن بينهم منفذو عمليات هجومية مسلحة ضد أهداف إسرائيلية، وكل ذلك بهدف إيجاد وسائل ردعية لهذه الظاهرة.

ولعل أخطر العمليات المسلحة التي نفذها متسللون فلسطينيون من الضفة الغربية هجوم مطعم سارونا بتل أبيب يوم 8 يونيو/حزيران الماضي، حين وصل منفذوه من بلدة يطا بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وأطلقوا النار على من كان في المطعم، فقتلوا ثلاثة إسرائيليين، وقد اعتبر الهجوم من أخطر العمليات الفلسطينية المسلحة التي شهدتها موجة العمليات التي اندلعت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015.

ضابط آخر وهو غونين بيرسلر، قال إن الجيش الإسرائيلي لا يلاحق متسللا هنا أو هناك بصورة فردية، لكنه يركز جهوده على ملاحقة الخلايا والبنية التحتية التي تساعد الفلسطينيين في التسلل إلى داخل إسرائيل.

كما تشمل الملاحقة السائق على الجانب الفلسطيني الذي ينقل المتسلل إلى الجدار الفاصل، والسائق على الجانب الإسرائيلي الذي ينقله من الجدار إلى داخل إسرائيل، ومن الذي أرسله ومن يوفر له المركبة للتنقل داخل المدن الإسرائيلية، وكل من يقدم له المساعدة.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية