نيويورك تايمز: المصريون لن يقبلوا بالقمع والاستبداد

Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi looks on during the meeting with Sudanese President Omar Bashir (Not Pictured), in Cairo, Egypt, 05 Otober 2016. The meeting came as part of the Egyptian-Sudanese high committee, and its the first time that two presidents have headed this committee as its always held at the prime ministerial level. A number of economic agreements was signed during the meeting.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الأوروبية)

تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أساليب القمع والاستبداد التي يمارسها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لتثبيت حكمه، وقالت إن الشباب المصريين يعتبرون أنفسهم أيتام ثورة ولن يقبلوا بهذه الأوضاع إلى أمد بعيد.

فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتب جاك شينكر أشار فيه إلى أن الجنرال الذي تحوّل إلى دكتاتور سبق أن أخبر الأمم المتحدة أنه يهدف إلى بناء مصر جديدة، وذلك بعد أن أمسك بزمام السلطة في 2014.

وقال الكاتب إن مصر أصبحت أقل أمنا بعد ست سنوات من الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك التي جعلت أكثر البلدان العربية سكانا تنزلق إلى مستنقع من الفوضى والاضطراب.

لكنه أوضح أن مظاهر القمع والاستبداد التي تعصف بالمصريين الآن صارت أكثر انتشارا من أي وقت مضى، وذلك في ظل وجود أكثر من ستين ألفا من السياسيين الذين يقبعون في سجون الجنرال السيسي، بالإضافة إلى انتشار موجة من الإخفاء القسري، والحملة التي تشنها السلطات المصرية ضد الكتاب والصحفيين ورسامي الكاريكاتير والمدافعين عن حقوق الإنسان.

شرطة الشغب المصرية تعتقل إحدى طالبات الأزهر أثناء مظاهرة احتجاجية في حرم الجامعة آخر 2013 (الفرنسية)
شرطة الشغب المصرية تعتقل إحدى طالبات الأزهر أثناء مظاهرة احتجاجية في حرم الجامعة آخر 2013 (الفرنسية)

أزمات
وأضاف الكاتب أن الاحتجاج غير المصرح مسبقا في مصر أصبح الآن أمرا غير شرعي، وأن قانون مكافحة الإرهاب يعطي الدولة الحق في أن تعتبر أي شخص لا يروق لها متطرفا متشددا.

وأشار إلى أن ثورة يناير/كانون الثاني 2011 تشكل لحظة تاريخية استثنائية في مصر، وأن حكم السيسي الذي يزعم أنه مدعاة للاستقرار هو في الحقيقة غير مستقر، بل إنه يترنح بين الأزمة والأخرى، كما أن الاقتصاد المصري يعاني جراء التضخم بشكل متزايد، وأن البلاد تعاني حالة من التقشف، وأن المستوى المعيشي للمصريين آخذ بالتراجع بشكل كبير.

وقال إن النظام يصر على أن تضييقه على الحريات يعد أمرا ضروريا بسبب الحرب التي يشنها على "المتطرفين الإسلاميين".

ولفت إلى أن النظام المصري يحاول أن يثبت للمجتمع الدولي أن البلاد مفتوحة أمام رجال الأعمال، بينما يتخبط في مستنقع من نظريات المؤامرة، وأشار إلى علامات التعذيب التي شوهدت على جثة طالب الدكتوراه الشاب الإيطالي جوليو ريجيني التي عثر عليه على قارعة الطريق السريع في مصر نفسها.

وقال إن الجيل المصري الجديد لا يقبل بأن يكون الوضع الراهن في مصر غير قابل للتغيير، الأمر الذي يجعل من مستقبل البلاد ضبابيا وغامضا بشكل كبير.

وأضاف أن الهدوء الذي تشهده مصر الآن يعتبر خادعا، وأنه لا أحد يعرف ما ينتظر البلاد من تقلبات ومنعطفات في قادم الأيام، وخاصة بعد أن شكلت ثورة يناير للشباب المصري أملا كبيرا نحو حياة أفضل.

وأشار إلى أن الشباب المصريين يعتبرون أنفسهم من أيتام الثورة، وأنهم لن يقبلوا مطولا بالحياة كما هي عليه الآن في بلادهم.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز