نيويورك تايمز: غوانتانامو ساعد بإلهام الإرهابيين

FILE PHOTO - In this photo, reviewed by a U.S. Department of Defense official, a Guantanamo detainee's feet are shackled to the floor as he attends a "Life Skills" class inside the Camp 6 high-security detention facility at Guantanamo Bay U.S. Naval Base April 27, 2010. REUTERS/Michelle Shephard/Pool/File Photo
محتجز بغوانتانامو تقيد رجلاه إلى أرضية الغرفة عند حضوره دروسا لتطوير المهارات عام 2010 (رويترز)

انتقدت نيويورك تايمز استمرار سجن غوانتانامو ووصفته بأنه لعب دورا في إلهام "إرهابيين" أكثر من المحتجزين فيه، مضيفة أن كثيرا من نزلائه لو مُنحوا فرصة الدفاع عن أنفسهم ولم يُعذبوا لما لعب هذا السجن ذاك الدور.

وقالت إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيترك منصبه دون تحقيق ما تعهد به من إغلاق غوانتانامو حينما وصف في 2008 هذا السجن بأنه إهانة للدستور الأميركي والقيم الأميركية، لكنها أشارت إلى الخفض الكبير الذي نجح أوباما في تنفيذه بعدد المحتجزين (من 780 إلى 61).

وسردت الصحيفة ما حل بالسجين السعودي الذي قضى حتى الآن 14 عاما بغوانتانامو، أبو زبيدة، كمثال على الظلم الذي حاق بكثير من المحتجزين وسوء المعاملة غير المبررة وغير الضرورية التي تأتي بنتائج سلبية على أميركا.

وقالت نيويورك تايمز إن أبو زبيدة اعتقل في باكستان خلال "الفترة المسعورة" التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول مباشرة، وهو أول معتقل بالسجن يتعرض للتعذيب بأسلوب الإغراق في الماء على يد محققي الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه)، وأنه دخل المخيلة الأميركية لسنوات بوصفه تجسيدا للشر.

لأول مرة
وأوردت أن مجموعة صغيرة من المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين حظيت الثلاثاء الماضي بمشاهدة أبو زبيدة لأول مرة لدى مثوله أمام لجنة من المسؤولين الحكوميين للدفاع عن أنه لا يشكل خطرا على الولايات المتحدة إذا تم الإفراج عنه.

وعلقت نيويورك تايمز بأن جلسة الاستماع التي سُمح للمدنيين بمشاهدة جزء منها على الهواء عبر فيديو، كانت فرصة للتفكير في التكتيكات المخجلة التي طبقت ولسنوات، وللتفكير في إحياء الجهود الهادفة إلى إغلاق السجن.

وأوضحت أن معظم أعمال التعذيب التي طُبقت ضد المحتجزين استندت إلى معلومات خاطئة، مشيرة إلى أنه حتى ما قاله الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش عام 2006 عن أن أبو زبيدة هو "أحد أكبر قادة الإرهابيين" اتضح لاحقا أنه خطأ، كما أتضح أن أبو زبيدة ساعد طوعا في إعطاء معلومات مفيدة للمحققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي، ورغم ذلك تعرض لتعذيب شديد شمل إغراقه 83 مرة عندما سُلم لوكالة الاستخبارات المركزية لأنه لم يكن لديه المزيد من المعلومات لإعطائها لمحققي الوكالة.

وأضافت أن أبو زبيدة لم يُحاكم ولم يُسمح له بالحديث علنا حول محنته، كما أن معذبيه الأميركيين لم تتم محاسبتهم، وكشفت عن أن أبو زبيدة قال في بيان قُرئ بالنيابة عنه أمام اللجنة إنه لم يرغب يوما في الإضرار بالولايات المتحدة أو أي دولة أخرى.  

المصدر : نيويورك تايمز