كاتبة: تجاهل الجذور الاستعمارية للفساد يفشل مؤتمر لندن
ربما يكون الفساد في نيجيريا "خياليا" كما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، لكن نكران الدور التاريخي لبريطانيا والدول الأخرى في هذا الفساد يجعل مؤتمر قمة مكافحة الفساد الذي عقد بلندن مؤخرا غير مفيد.
ورد ذلك في مقال للكاتبة النيجيرية هاداسة إغبيدي نشرته غارديان البريطانية اليوم، وقالت فيه إن فن النهب أتقنته الشركات الاستعمارية خلال حكم الإمبراطورية البريطانية وجعلته أمرا مشروعا ومؤسسيا.
وأوضحت الكاتبة أن كثيرا من "الفساد الخيالي" في نيجيريا مرتبط بصناعة النفط فيها، حيث إن كثيرا من الحكومات الغربية ساهمت في إفساد حكم القانون وإرادة المواطنين بتقديم الرشى للمسؤولين المحليين والحكام الديكتاتوريين العسكريين خلال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وقبول الأموال غامضة المصادر من قبل البنوك البريطانية.
وكتبت أن حكام نيجيريا ظلوا يقولون علنا في الآونة الأخيرة إن الفساد ينخر في اقتصادات بلدانهم، وأضافت أن ما قاله كاميرون ليس بجديد، مشيرة إلى أن الرئيس النيجيري محمد بخاري أجاب بدقة عندما سئل عن تعليقه على ما قاله رئيس الوزراء البريطاني "لن أطلب اعتذارا من أي أحد، ما أطلبه هو إعادة الأموال المسروقة من بلادي".
وقالت الكاتبة أيضا إن سرية المصارف الغربية وقوانين الغرب ساعدت في غسل الأموال والتزوير والرشوة وإفلات السياسيين من العقوبات وحتى في اندلاع أعمال العنف في البلدان المتأثرة وأغلبها في أفريقيا، مضيفة أن رجال الأعمال والسياسيين الغربيين الذين يتمسكون بحكم القانون في بلدانهم لا يهتمون بذلك في البلدان النامية.
واختتمت إغبيدي مقالها بقولها إنه وإذا لم يفكر القادة الغربيون بجدية في دورهم التاريخي في إنتاج النظم التي شجعت على نهب البلدان النامية، فلن يكون أثر إيجابي لأي محاولات لمكافحة الفساد في تلك البلدان.