مظاهر مناهضة إسرائيل تتسع ببريطانيا
وكتب ليبلار أن كوربن يزعم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رسول سلام، ويدعو لمقاطعة إسرائيل، وأنه يدعم علنا (رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني) رائد صلاح.
وأضاف الكاتب أن كراهية إسرائيل تسللت للجامعات البريطانية حتى أن الرئيس السابق لنادي حزب العمال بجامعة أوكسفورد أليكس تشيمبورس يرى أن ظاهرة معاداة السامية، والدعم الذي تحظى به حماس دفعته للاستقالة، بينما يتزايد ترديد الأغاني المشيدة بإطلاق الصواريخ على تل أبيب، وتسمية معسكر "أوشفيتس" بأنه بقرة حلوب لليهود.
وزاد أن طلابا يهودا عديدين في الجامعات البريطانية باتوا يشعرون بالخوف على أنفسهم، مشيرا إلى أن بعض الشخصيات البريطانية قد تضطر أحيانا لتبني الخطاب المعادي للصهيونية للمحافظة على موقعها الاجتماعي في المملكة.
وأوضح الكاتب أن بعض البريطانيين يرون أن الطلاب اليهود ببريطانيا ليسوا مجبرين على أن يكونوا جزءا من حملة الدعاية الإسرائيلية، وعليهم الاكتفاء بالقيام بفعاليات دينية وثقافية واجتماعية، لأن المظاهر المعادية للسامية في بريطانيا باتت منتشرة كما ونوعا لدرجة أن أوساطا بريطانية تخوض نقاشا عاما عما إذا كانت إقامة إسرائيل من الأساس هي خطأ تاريخي.
دولة الأبارتايد
وأشار ليبلار إلى وجود مطالبات علنية تزداد يوما بعد يوم بضرورة وضع حد لما يسمى "دولة الأبارتايد اليهودية" لافتا إلى أن تصاعد هذه الحوادث المعادية للسامية واليهود في بريطانيا يدعو إلى التوقف عن ترويج الفرضية السائدة منذ زمن طويل، مفادها أن من يقف وراءها فقط هم المسلمون والعناصر "المتطرفة".
وقال إن قناة "بي.بي.سي" لا تسيطر عليها عناصر إسلامية، لكنها دأبت على اتخاذ خط "متطرف" عمل على تصميم الرأي العام البريطاني لتجريح إسرائيل وتشويهها، وإن معاداة إسرائيل باتت ظاهرة عامة ومكونا أساسيا لدى أوساط واسعة من اليسار البريطاني، مشيرا إلى أن حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل يتم تحريكها من قبل عناصر يسارية محلية في بريطانيا.
واعتبر الكاتب أن الوضع في بريطانيا بات أخطر بكثير من سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي حين كانت تهاجم بعض المجموعات الليبرالية واليسارية اليهود.
ورغم أن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون صديق جيد لإسرائيل وللشعب اليهودي، لكن نصف سكان المملكة المتحدة ينظرون لإسرائيل على أنها دولة مشاكسة، وباعتبار بريطانيا دولة ديمقراطية فإن مثل هذه التوجهات تؤثر على سياسات الدولة، يؤكد الكاتب الإسرائيلي.
صوت المقاطعة يعلو
وسجل الكاتب تكرار مفردات معادية لإسرائيل من قبل سياسيين بارزين في حزب العمال، وترويج لدعوات مقاطعة البضائع الإسرائيلية والمساواة بين الإسرائيليين والنازيين وبعض المطالبات بتفكيك إسرائيل، وقال إن برلمانيا بريطانيا أقصي من أحد الأحزاب البريطانية لأنه طالب بفتح ما يعرف بالمسألة اليهودية من جديد وأثنى على العمليات المسلحة ضد إسرائيل.
وزاد أن رئيس بلدية برادفورد السابق كاديم حسين هاجم إدراج موضوع المحرقة اليهودية في المناهج الدراسية، واتهم إسرائيل بتسليح تنظيم الدولة، ونقل عن محرر مجلة "جويش كرونيكل" ستيفان فولارد تشاؤمه لأن زعيم حزب العمال البريطاني الجديد كوربن يتباهى بكونه صديقا لممثلي حركة حماس.
وسجل الكاتب اليميني -في ختام مقاله- تراجع الدعم اليهودي لحزب العمال خلال العقدين السابقين من 70% إلى 25%، لافتا إلى أن اليهود ساهموا بثلث التبرعات المقدمة لحزب العمال بالانتخابات البريطانية في مايو/أيار الماضي، والبالغة 9.7 ملايين جنيه إسترليني. أما في بداية العام الجاري، فلم يتبرع أي من اليهود للحزب بشيء ذي قيمة كبيرة.