هآرتس: إسرائيل تفضل حالة الاستنزاف بسوريا

Mujahideen Horan brigade fighters, part of the Free Syrian Army, prepare to launch a shell towards forces loyal to Syria's President Bashar al-Assad located in Deraa, Syria, in what they said was a battle to pressure breaking the siege off Madaya, January 11, 2016. REUTERS/Alaa Al-Faqir
مقاتلون تابعون للجيش السوري الحر يعدون لإطلاق صواريخ تستهدف مقاتلي النظام في داريا قبل نحو شهر (رويترز)
اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء بالشأن السوري في ظل تلويح السعودية بالتدخل العسكري، حيث اعتبرت صحيفة معاريف أن هذا الأمر قد يعيد إشعال الصراع السني الشيعي، في حين ذكرت "هآرتس" أن إسرائيل كانت تفضل إبقاء حالة الاستنزاف بين النظام السوري ومعارضيه.

وقال أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار-إيلان الإسرائيلية يهودا بلانغا في صحيفة معاريف أنه في حال تصاعد الوضع الميداني في سوريا فقد تضطر السعودية إلى التدخل العسكري البري داخل ما تبقى من الدولة السورية، وهو ما قد يعيد مجددا إشعال الصراع السني الشيعي في المنطقة، لكنه هذه المرة سيكون أكثر خطورة وانفتاحا على كل الاحتمالات الدامية، متسائلا: هل يكون عام 2016 هو عام التصعيد العسكري للأزمة السورية؟

أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار-إيلان الإسرائيلية يهودا بلانغا: في حال تصاعد الوضع الميداني في سوريا فقد تضطر السعودية إلى التدخل العسكري البري داخل ما تبقى من الدولة السورية، وهو ما قد يعيد مجددا إشعال الصراع السني الشيعي في المنطقة، لكنه هذه المرة سيكون أكثر خطورة

وأضاف "بعد شهر من اليوم -إن لم يحصل سيناريو خارق- سوف تكمل ما توصف بالحرب الأهلية السورية عامها الخامس بعد أن بدأت من خلال مظاهرات هادئة في مختلف المناطق الريفية في سوريا ضمن ثورات الربيع العربي".

نجاح وتقديرات
وبين أن التعامل الدموي من قبل النظام السوري جبى أثمانا باهظة من المواطنين بلغت حتى اللحظة ما يقرب من ربع مليون إنسان، ورغم كل المفاوضات والاجتماعات التي شهدتها بعض العواصم الأوروبية فما زال تنحي الرئيس بشار الأسد بعيدا أكثر من أي وقت مضى، في ظل ما بات يحققه الجيش السوري من نجاحات ميدانية بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله في عدة مواقع عسكرية مركزية.

وأشار بلانغا -الذي يعمل باحثا زائرا في معهد ديان التابع لجامعة تل أبيب- إلى أن النظام تمكن من استعادة مناطق فقد سيطرته عليها خلال السنوات الماضية، بعض منها في درعا والأخرى في حلب.

وحسب كل التقديرات، فإن إعادة السيطرة على حلب ستعد مؤشرا حقيقيا على انتصار النظام السوري لعدة أسباب، أهمها أن حلب هي المدينة الكبرى في سوريا، وهي ذات أغلبية سنية، وهو ما قد يظهر المعارضة السورية في أسوأ أحوالها وغير قادرة على التعامل مع الجيش النظامي السوري، وسيفقد رغبة سكان حلب في إبداء معارضة لقوات النظام.

كما أن استعادة النظام السيطرة على حلب ستعمل على تشتيت قوات المعارضة المسلحة، وتجعلهم بعيدين عن التمركز في منطقة جغرافية واحدة متصلة.

الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل: إسرائيل تعتبر أن المواجهات الدائرة في حلب هذه الأيام تشكل تحولا إيجابيا لصالح محور إيران وحزب الله

فشل وتحولات
وفي ضوء فشل محادثات جنيف، وتزايد التدخل العسكري الروسي في القتال، والنجاحات الميدانية التي يحققها الجيش السوري، وعدم قدرة المعارضة على مواجهته فإن كل ذلك قد يضطر السعودية للإعلان عن إرسال 150 ألف مقاتل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وهم قوة عسكرية مكونة من السعودية، والأردن، والسودان، ومصر، وجميعهم موجودون على الأراضي السعودية، بجانب موافقة دول أخرى على الانضمام إليهم، منها: تركيا، والكويت، والمغرب، وقطر، والإمارات.

على صعيد مواز، اعتبر الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل في مقال نشر بصحيفة "هآرتس" أن إسرائيل تعتبر أن المواجهات الدائرة في حلب هذه الأيام تشكل تحولا إيجابيا لصالح محور إيران وحزب الله رغم عدم قولها ذلك بصورة واضحة.

وبين أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تراقب عن كثب جميع التطورات الأمنية والعسكرية الحاصلة داخل الأراضي السورية، وأضاف أن إسرائيل كانت تفضل إبقاء حالة الاستنزاف بين النظام السوري ومعارضيه، وعدم تحقيق أي منهما حالة الحسم الميداني، مما يدفعهم لضخ كل قدراتهم وإمكانياتهم في هذه الحرب غير المنتهية في الأفق القريب، وهو ما يبعد شبح أي محاولة من الطرفين لأخذ زمام المبادرة بتنفيذ عمليات هجومية ضدها.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية