الغارديان تنتقد تقييد الهجرة لبريطانيا

Migrants and supporters gather behind a banner with the African continent and flags as some two hundred people take part in a protest demonstration World Refugee Day on the street leading from the train station in Vintimiglia, Italy several kilometers from the border with Menton, France, June 20, 2015. REUTERS/Jean-Pierre Amet
مهاجرون في مظاهرة احتجاجية في يوم اللاجئين العالمي بإيطاليا (رويترز-أرشيف)

اهتمت افتتاحية صحيفة الغارديان بالقيود الجديدة التي تفرضها بريطانيا على الهجرة إليها بأنها دليل على الذعر، وأشارت إلى أن المشاهد من منطقة كاليه (شمال فرنسا) وخوف حزب الاستقلال البريطاني تقود حملة التضييق الوزارية على حقوق المهاجرين هذا الأسبوع.

ومن مظاهر التضييق دراسة وزارة الداخلية إزالة الدعم المالي عن أكثر من عشرة آلاف من طالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم في مجموعات عائلية وتعليمات وزارية بشأن كيفية إجبار ملاك الأراضي على إجلاء المهاجرين غير النظاميين من بريطانيا.

واعتبرت الصحيفة كلا الإجراءين مشكوكا فيهما من حيث المبدأ وغير قابلين للتطبيق على أرض الواقع، ويؤكدان أن حكومة رئيس الوزراء ديفد كاميرون غير واثقة في قدرتها على الحفاظ على السيطرة السياسية للقضية، خاصة بعد أن بدأ استفتاء الاتحاد الأوروبي يلوح في الأفق.

وختمت الغارديان بأن سبب هذا التوجه ليس من الصعب معرفته، إذ يشعر الوزراء بالضغط لتقديم إيماءات إلى الصحافة والشعب لإظهار أن قضية الهجرة تحت السيطرة.

مرحبا في الدانمارك
وفي السياق، أشار مقال آخر بنفس الصحيفة إلى أن وصول المهاجرين بسلام إلى إيطاليا أو اليونان بعد المجازفة بحياتهم في البر والبحر يجعلهم يفكرون مليا في قرارهم التالي المهم "إلى أي الدول الأوروبية ينبغي أن يذهبوا من أجل طلب اللجوء؟".

الدانمارك لديها واحدة من أعلى معدلات الاعتراف باللاجئين في أوروبا، حيث يتم منح 90% تصريحا بالبقاء بداية (معظمهم من السوريين والإريتريين)

وذكر الكاتب -وهو دانماركي- أن الدول التي في صدر القائمة لمعظم المهاجرين هي السويد وألمانيا وبريطانيا لما يعتقدونه أنها تراعي حقوق الإنسان وأن فيها الحماية والأمن.

وعلى الرغم من حملة الدعاية التي شنتها الحكومة الدانماركية التي حذرت فيها طالبي اللجوء من عدم المجيء إليها مع أنها ليست من الدول الكارهة للأجانب دعا الكاتب المهاجرين للقدوم إلى بلده، وأورد لذلك عدة أسباب منها:

– أن الدانمارك أحد أغنى وأكثر الدول استقرارا في أوروبا، وأنها تمتلك قدرة استيعابية للمهاجرين أكثر من الخمسة آلاف الذين منحوا اللجوء هذا العام حتى الآن.

– الدانمارك لديها واحدة من أعلى معدلات الاعتراف باللاجئين في أوروبا، حيث يتم منح 90% تصريحا بالبقاء بداية (معظمهم من السوريين والإريتريين).

– زمن معالجة الحالة من بين الأسرع في أوروبا، وعادة ما يمنح السوريون والإريتريون اللجوء بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر، وفترة الانتظار للجمع مع الأسرة بين ثلاثة وسبعة أشهر بناء على ظروف الحالة، ومعظم اللاجئين ينتقلون من مخيماتهم إلى بلدياتهم بعد شهر من منحهم اللجوء.

– التعليم مجاني في الدانمارك ويدفع للطلبة إعانات أثناء الدراسة، وهذا غير موجود في ألمانيا، وفي السويد الإعانة أقل.

– الأجور البدائية مرتفعة في الدانمارك والنقابات قوية، وهذا يجعل من الصعب حصول الوافد الجديد على وظيفة، لكن اللاجئين على المدى الطويل لن يكونوا من "الفقراء الكادحين" كما في ألمانيا وبريطانيا.

– معظم اللاجئين يصفون الدانماركيين بأنهم ودودون جدا ومنفتحون ومساعدون لغيرهم.

– الدانمارك بحاجة للمهاجرين لأن سكانها يشيخون وليس هناك ما يكفي من الشباب لتولي المسؤولية.

وختم الكاتب بأنه يتمنى للمهاجر إلى بلده أن يجد فيه راحة البال وحياة جيدة، فالدانمارك لا تعرف شيئا عن الحروب والجوع والقمع.

المصدر : غارديان