جدل بواشنطن بشأن اتفاق النووي الإيراني
تثير الحملة -التي يشنها السيناتور الديمقراطي المتنفذ تشاك شومر ضد اتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى- ضجة كبرى متزايدة، وخاصة في ظل الخشية من استخدام طهران المال لإشعال المنطقة والعالم.
وتناولت صحف أميركية وبريطانية توتر العلاقات الإيرانية والأميركية منذ أزمة الرهائن في 1979 إلى اتفاق النووي الذي أُعلن عنه في العاصمة النمساوية فيينا منتصف الشهر الماضي، وسط خشية البعض من شن إيران هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة نفسها.
وفي هذا الصدد أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن إيران ستسترد أموالها المجمدة المقدرة بحوالي 150 مليار دولار بعد رفع العقوبات، وأن طهران قد تستخدم بعض هذه الأموال في زيادة دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومنظمات أخرى في المنطقة مثل حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن والمليشيات الشيعية في العراق، ولكن ربما ليس للحد الخطير الذي يتصوره بعض معارضي الاتفاق.
قلق وعبرة
ويقول السيناتور شومر -في معرض رفضه الاتفاق وترويجه في أوساط الديمقراطيين أنفسهم لمعارضته في الكونغرس- إن أكثر ما يبعث على القلق هو أن إيران بصدد استلام ما لا يقل عن خمسين مليار دولار في المستقبل القريب وإن طهران ستستخدم بعض الأموال المستردة لزيادة الاضطرابات في الشرق الأوسط وربما في مناطق أخرى في العالم.
ودعت فورين بوليسي -في تقرير منفصل- إلى ضرورة أخذ العبرة من فشل مفاوضات النووي الكوري الشمالي في ما كان يسمى "إطار اتفاق"، وذلك أثناء البدء بتطبيق اتفاق النووي المتعلق في إيران.
تنسيق
وأشارت إلى أن الدبلوماسية الناجحة تتطلب ضرورة التنسيق عن قرب بين الولايات المتحدة وأصدقائها الأوروبيين، وذلك لمناقشة إستراتيجية لمواجهة التحديات الجديدة التي قد تطرأ إثر تطبيق اتفاق النووي الإيراني، وخاصة ما يتعلق برفع العقوبات.
كما لا يمكن لأميركا وأوروبا تجاهل لاعبين دوليين مثل روسيا والصين عند البدء بتطبيق اتفاق النووي الإيراني.
وفي السياق ذاته أشارت صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى أزمة الرهائن في السفارة الأميركية لدى طهران في 1979 وقالت إن تلك الأزمة تسببت في تدهور وتجميد العلاقات مع واشنطن لنحو 36 عاما.