التقرير الأممي بشأن حرب غزة 2014 بصحف إسرائيل

تغطية الصحف الإسرائيلية لحرب غزة
صحف إسرائيل تقول إن تقرير مجلس حقوق الإنسان بشأن حربها على غزة كان أخف حدة من تقرير غولدستون (الجزيرة)

عوض الرجوب-رام الله

حظي تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة لـمجلس حقوق الإنسان الدولي بمتابعة واسعة في صحف إسرائيل التي اتفقت على أنه كان أخف حدة من تقرير غولدستون، وندد بعضها بتوازنه إزاء حركة حماس.

وقالت صحيفة إسرائيل اليوم إن إسرائيل سترفع إلى مجلس حقوق الإنسان تعقيبا على التقرير بشأن عملية "الجرف الصامد" -في إشارة لعدوان صيف 2014 على قطاع غزة– الذي أوقع أكثر من 2200 شهيد فلسطيني.

وأضافت أن "إسرائيل ستفحص الملاحظات التي تقلق الأسرة الدولية وبينها الرد العسكري الفوري بعد اختطاف الجندي هنيبال، والضربات لمنازل النشطاء الفلسطينيين والتي أصيب فيها مواطنون".

وتابعت أن تقدير القيادة السياسية هو أن التقرير الحالي لا يمنح مواد كافية لفتح تحقيق دولي، واصفة إياه بأنه إشكالي، ولكنه لا يعطي الفلسطينيين ما توقعوه كي يصلوا إلى لاهاي.

بوعز بسموت: مجلس حقوق الإنسان هو مجلس تشجيع الإرهاب، وأخطر ما في التقرير أنه يمنع إسرائيل من القتال أو الدفاع عن نفسها على الإطلاق

مجلس الإرهاب
وفي الصحيفة نفسها الموالية لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هاجم بوعز بسموت مجلس حقوق الإنسان ووصفه بأنه "مجلس تشجيع الإرهاب"، واعتبر أن أخطر ما في التقرير أنه "يمنع إسرائيل من القتال أو الدفاع عن نفسها على الإطلاق".

واتهم دان مرغليت اللجنة الأممية بالتحيز، مع إقراره بأن الصيغة التي كتب فيها التقرير أقل عداء لإسرائيل، مشيرا إلى امتناع رئيسة اللجنة القاضية المتقاعدة ماري مكافين ديفيز عن وصف حماس بأنها "منظمة إرهاب" والاستعاضة عن ذلك بوصفها "منظمة مسلحة" فقط.

من جانبه، وصف كاتب افتتاحية معاريف بن كسبيت تقرير الأمم المتحدة بأنه "متوازن" منتقدا الهجوم الإسرائيلي المسبق عليه.

وأضاف أن التقرير امتنع عن توجيه اتهام واضح، وابتعد عن التسميات والتوصيات الشمولية واستخدم الكثير من كلمات التحفظ، ووزع الانتقادات بشكل متساو تقريبا بين إسرائيل وحماس التي لم يذكرها بالاسم.

ولا يرى الكاتب حاجة للهجوم على ما ورد في التقرير بشأن مهاجمة الفلسطينيين أهدافا عسكرية فقط لا مدنية عندما خرجوا من الأنفاق أثناء الحرب.

وقال "كان واضحا للجيش طوال عملية الجرف الصامد أن حماس تستخدم الأنفاق لمهاجمة أهداف عسكرية، وأنها بدأت تستوعب قوانين العالم الجديدة، وقد لامت نفسها مع الظروف".

من جهته، قال الجندي الإسرائيلي الذي شارك في "الجرف الصامد" دور متوت إن الجنود قتلوا في غزة أثناء الحرب "لأن الجيش الإسرائيلي يبتعد قدر الإمكان عن إلحاق الضرر بالسكان المدنيين، والنتيجة كانت وقوعهم في كمين حماس".

ووصف في مقال بصحيفة معاريف التقرير بأنه "استخفاف بأصدقائه الذين قتلوا"، معتبرا وصف الجيش الإسرائيلي بأنه غير أخلاقي "غياب للعدل".

عاموس هرئيل: إسرائيل قد تجد نفسها وبسرعة على مقعد المتهمين بمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي إذا استمرت بالقول إن جيشها هو الأكثر أخلاقية في العالم، دون أن تتعاون مع اللجان الدولية

عدم تعاون
واعتبر الكاتب يوسي ملمان في الصحيفة نفسها أن من الخطأ عدم تعاون إسرائيل مع لجنة التحقيق الدولية لاعتبارات سياسية داخلية، وأن تقرير الأمم المتحدة كان متوقعا، والسبب هو "أغلبية تلقائية من دول العالم الثالث التي ليست نموذجا لحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية".

وطالب ملمان الجيش بأن يحقق في كل اشتباه بإلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء، وأن يهتم بالأوامر أثناء المعركة، وأن يعيد النظر في تلك الأوامر، وكذلك في استخدام القوة المبالغ فيها.

وبالانتقال إلى صحيفة يديعوت أحرونوت لا يرى أليكس فيشمان في الوثيقة الأممية أي معنى عملي بأي ميدان قتال واقعي على وجه الأرض، وأنه "يمكن من الآن نسخ التقرير لأنه سيتكرر في الحرب المقبلة على غزة"، وأضاف أن كثيرا من الأسئلة كانت ستلقى جوابا معقولا لو كانت إسرائيل قد تعاونت مع اللجنة.

وفي الصحيفة نفسها، انتقد ناحوم برنياع التقرير الدولي بشأن جرائم الحرب لكنه أقر بمضمونه، وأضاف أن جهات في حكومة إسرائيل احتجت على مساواة التقرير بين إسرائيل وحماس.

وفي صحيفة هآرتس، كتب عاموس هرئيل أن إسرائيل قد تجد نفسها وبسرعة على مقعد المتهمين بمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي إذا استمرت بالقول إن جيشها هو الأكثر أخلاقية في العالم، دون أن تتعاون مع اللجان الدولية.

وأضاف أنه عند مقارنة تقرير غولدستون بالتقرير الأخير فإن تأثير الأخير كان أقل خطورة، خاصة أن فظائع أكبر تحدث في الشرق الأوسط.

المصدر : الجزيرة