بلومبرغ: لإسرائيل دور أساسي بتجنيب الأسد ضربة أميركية

Members of the Syrian community in Japan and their supporters stage a demonstration in downtown Tokyo on September 1, 2013 to demand action against the use of chemical weapons in Syria by regime forces. Syria's opposition expressed disappointment on September 1 that President Barack Obama had put on hold military action against the Damascus regime, but said it was confident US lawmakers would green-light a strike. AFP PHOTO / KAZUHIRO NOGI
نظام الأسد قصف مناطق سورية بالسلاح الكيميائي وقتل آلاف المدنيين (غيتي)

بينت مذكرات سفير إسرائيل السابق في واشنطن التي نشرت مؤخرا أن إسرائيل لعبت دورا أساسيا في خطة نزع ترسانة السلاح الكيميائي للنظام السوري، وتجنيبه ضربة عسكرية أميركية.

كما بينت المذكرات أن وزيرا إسرائيليا كان صاحب المقترح الأصلي، وأن الحكومة الإسرائيلية كانت عاملا رئيسيا في تنفيذ الصفقة الروسية الأميركية لنزع أسلحة سوريا الكيميائية عام 2013.

وقال موقع بلومبرغ الذي كشف الخبر في مقال للكاتب إيلي لَيك، إن إسرائيل ساعدت بشكل مباشر الرئيس الأميركي باراك أوباما في تجنب توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري لاختراقه "الخط الأحمر" واستخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه.

نتنياهو عمل خلف الكواليس لإنجاح صفقة نزع الترسانة الكيميائية السورية(رويترز)
نتنياهو عمل خلف الكواليس لإنجاح صفقة نزع الترسانة الكيميائية السورية(رويترز)

وكان النظام السوري قد قصف الغوطة الشرقية والغربية في ريف دمشق بالأسلحة الكيميائية في صيف العام 2013 مما  أسفر عن آلاف القتلى والجرحى من المدنيين.

"الحليف"
وقد كُشف عن هذه المعلومات في مذكرات السفير مايكل أورين التي أسماها "الحليف"، والتي أوضح فيها أن وزير المخابرات يوفال ستاينتز نقل إلى دمشق -عبر القنوات الروسية- اقتراحا بالتخلي عن ترسانتها الكيميائية، وقد بارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأوباما الاقتراح.

وقال أورين في كتابه إن إسرائيل لم تر ضررا من توجيه ضربة عسكرية أميركية لسوريا أواخر العام 2013 لتأكيد الخط الأحمر الذي رسمه أوباما بخصوص قصف المدنيين بالسلاح الكيميائي، بل رأت فيها عامل ردع لإيران حليف دمشق.

وقد كانت واشنطن في أغسطس/آب 2013 مستعدة أكثر من أي وقت مضى لتوجيه ضربة للأسد بعد تأكيد مفتشي الأمم المتحدة أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة.

ولكن بعد موافقة سوريا وروسيا على خطة نزع السلاح الكيميائي خفَت الحماس الأميركي لمعاقبة الأسد على استخدامه أسلحة دمار شامل.

وقد بدأت القصة يوم 9 سبتمبر/أيلول 2013 عندما صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن باستطاعة الأسد تجنب ضربة عسكرية أميركية إذا تخلى عن ترسانته الكيميائية. وقد أثار التصريح علامات استفهام في حينها، فقلل مسؤولو الخارجية الأميركية من شأنه ووصفوه بأنه مجرد شكليات دبلوماسية.

لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي ترتبط بلاده بحلف إستراتيجي مع الأسد، تلقف التصريح سريعا وقدم على أساسه اقتراحا لنظيره السوري.

‪ستاينتز أكد أنه صاحب فكرة‬ (الأوروبية)
‪ستاينتز أكد أنه صاحب فكرة‬ (الأوروبية)

استبعاد الضربة العسكرية
وسرعان ما وضع المقترح قيد التنفيذ وبدأت المداولات لبحث جدول الأعمال، وبهذا استبعدت واشنطن خيار توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد.

وقال ليك في مقاله إن المذكرات تكشف أن نتنياهو كان يعمل خلف الكواليس لإنجاح اتفاق نزع سلاح الأسد. وعلل ذلك بأن إسرائيل كانت لترغب في ضربة لسوريا كردع غير مباشر لإيران، إلا أنها في ذات الوقت كانت تخاف أن يفتح باب لا يمكن إغلاقه ثانية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الوزير الإسرائيلي يوفال ستاينتز أكد في مقابلة معها أمس الاثنين أنه اقترح بالفعل الصفقة التي تم بموجبها انتزاع ترسانة الرئيس السوري بشار الأسد الكيميائية، وهي الخطة التي اعتُبِرت انتصارا دبلوماسيا لإدارة الرئيس أوباما.

ورأى ستاينتز أن ذلك الانتصار تحول إلى سبب للإضرار بمصداقية إدارة أوباما على الصعيد الدولي عندما تخلت عن وعودها بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد إذا استخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.

المصدر : الصحافة الأميركية