إيكونومست: الدولة الإسلامية حققت مكاسب لكنها بعيدة عن الفوز

In this photo released on May 4, 2015, by a militant website, which has been verified and is consistent with other AP reporting, Islamic State militants pass by a convoy in Tel Abyad town, northeast Syria. In contrast to the failures of the Iraqi army, in Syria Kurdish fighters are on the march against the Islamic State group, capturing towns and villages in an oil-rich swath of the country's northeast in recent days, under the cover of U.S.-led airstrikes. (Militant website via AP)
قافلة لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية تعبر بلدة تل أبيض شمال شرق سوريا أوائل الشهر الجاري (أسوشيتد برس)

تحدثت مجلة ذي إيكونومست البريطانية عن التقدم الذي يُحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط، وقالت إن تنظيم الدولة حقق بعض المكاسب، ولكنه لا يزال بعيدا عن الفوز في الحرب.

وقالت إنه إذا نظرنا إلى المشاعر السائدة في البلدات الحدودية أو تلك الواقعة ضمن نطاق ما تسمى "الدولة الإسلامية"، فإنه يمكن القول إن الجهادين يحققون الانتصار في الحرب.

ونسبت إيكونومست إلى أحد الأطباء من مدينة الفلوجة العراقية تصريحه بأن "الدولة الإسلامية وُجدت هنا لتبقى"، وذلك في أعقاب سيطرة تنظيم الدولة على محافظة الأنبار غربي العراق، أكبر محافظات البلاد.

وأضافت إيكونومست أن الحملة الدولية ضد التنظيم تشهد تراجعا حادا بالمقارنة مع ما كانت تبدو عليه في الأشهر القليلة الماضية، حيث بدت الحملة وكأنها تسير على ما يرام.

وأشارت إلى أن المقاتلين الأكراد في سوريا تمكنوا من إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة في مدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود مع تركيا، وأنه تم إجبار التنظيم على التراجع والانسحاب من نحو ربع الأراضي التي سيطر عليها العام الماضي في المنطقة.

إيكونومست:
الطائفية السامة في العراق وقسوة النظام في سوريا من العوامل التي تصب في صالح تنظيم الدولة

قسوة وطائفية
وأضافت أنه تم انتزاع مدينة تكريت العراقية -مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين– من سيطرة تنظيم الدولة في حرب خاطفة، وأن حديثا كان يجري عن التخطيط لشن هجوم على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، وذلك لتخليصها من سيطرة التنظيم.

وفي معرض توضيح إيكونومست للتراجع الذي تشهده الحملة ضد تنظيم الدولة، أشارت إلى أن التنظيم استولى على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية وعلى مدينة تدمر في سوريا، وأن أعلامه السود ترفرف فوق المدينة السورية التاريخية، وذلك إثر فرار قوات الرئيس السوري بشار الأسد منها.

وأضافت أن الفكرة التي كانت سائدة بأن تنظيم الدولة كان في حالة تراجع لم تعد الآن موجودة، وأن هذه الفكرة تلقت هزة شديدة في أعقاب التقدم الأخير للتنظيم في المنطقة.

وقالت إن هذه المكاسب التي حققها تنظيم الدولة لا تكفي لمعالجة ضعفه في مجالات أخرى، وأوضحت أنه بحاجة إلى توليد مصادر تمويل ضخمة للحفاظ على ادعاءاته بأنه دولة "الخلافة".

وأضافت إيكونومست أن الإيرانيين بحاجة لمراجعة إستراتيجيتهم المتمثلة في استمرارهم في دعم نظام الأسد الهش الذي يتراجع بشكل متزايد، وقالت إنها إستراتيجية فاشلة تصبّ في صالح تقوية تنظيم الدولة.

وأشارت إلى أن عدم تسليح أميركا العشائر السنية في الرمادي الذين يعانون من ريبة تجاه نوايا الحكومة في بغداد، والطائفية السامة في العراق وقسوة النظام السوري، كلها عوامل تصبّ في صالح تنظيم الدولة.

كما أوضحت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وصف سقوط الرمادي بالانتكاسة، وأن وزير دفاعه آشتون كارتر اتهم الجيش العراقي بعدم امتلاك الإرادة على القتال، وذلك عقب التقدم الذي يحققه تنظيم الدولة.

المصدر : إيكونوميست + الجزيرة