هزيمة تنظيم الدولة قد تشتت المتطرفين بأنحاء العالم

In this photo released on May 4, 2015, by a militant website, which has been verified and is consistent with other AP reporting, Islamic State militants pass by a convoy in Tel Abyad town, northeast Syria. In contrast to the failures of the Iraqi army, in Syria Kurdish fighters are on the march against the Islamic State group, capturing towns and villages in an oil-rich swath of the country's northeast in recent days, under the cover of U.S.-led airstrikes. (Militant website via AP)
مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية ينتشرون في بلدة تل أبيض شمال شرق سوريا (أسوشيتد برس)

تناولت صحف أميركية وبريطانية التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأشار بعضها إلى فشل إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتحدثت أخرى عن التكلفة الباهظة لهذه المواجهة وعن النتائج المحتملة في حال إلحاق الهزيمة بالتنظيم.

فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالا كتبه عضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو قال فيه، إن سقوط مدينة الرمادي العراقية والمكاسب الأخيرة التي حققها تنظيم الدولة في سوريا تعتبر من بين آخر المؤشرات على أن إستراتيجية الرئيس أوباما فاشلة.

وأضاف روبيو أن المشكلة الأكبر تتمثل في أن إستراتيجية أوباما في الشرق الأوسط برمته تأتي بنتائج عكسية، وليس فقط في حالتي العراق وسوريا.

وأوضح أن الشرق الأوسط أصبح أكثر خطورة، وأنه صارت تعمّه حالة من عدم الاستقرار بشكل أكبر بالمقارنة مع الحال التي كانت عليها المنطقة قبل مجيء الرئيس أوباما إلى السلطة وقبل سحبه للقوات الأميركية من العراق عام 2011.

مسؤول أميركي: إستراتيجية الرئيس أوباما في الشرق الأوسط أدت إلى فراغ في المنطقة ملأته إيران ببسط نفوذها إلى دول مثل العراق وسرويا واليمن وغيرها، كما ملأته تنظيمات متطرفة

فراغ بالمنطقة
وأشار روبيو إلى أن إستراتيجية أوباما في الشرق الأوسط أدت إلى فراغ في المنطقة، وأن تنظيمات متطرفة ملأت هذا الفراغ، بينما ركزت إدارة أوباما على التفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي، مما جعل إيران تستغل ضعف الولايات المتحدة وتوسّع من نفوذها في العراق وسوريا واليمن وغيرها من البلدان.

ودعا إلى ضرورة توسيع نطاق التحالف الدولي وزيادة مشاركة الولايات المتحدة في الحرب عبر زيادة عدد القوات الأميركية في العراق، وإلى إزالة القيود المفروضة على هذه القوات، ومنع توسع تنظيم الدولة إلى ما بعد العراق وسوريا، وذلك عبر عدم السماح بظهور دول فاشلة. كما دعا إلى عدم عقد صفقة سيئة مع إيران.

وأشار كاتب المقال إلى أن نهج إدارة أوباما المتمثل في "القيادة من الخلف" أدى إلى تحويل ليبيا إلى ملاذ آمن بشكل متزايد لتنظيم الدولة والمتطرفين.

وأضاف أنه رغم ضخامة التحدي الذي يمثله تنظيم الدولة، فإنه يمكن للولايات المتحدة إلحاق الهزيمة بالأعداء الذين يمثلون خطرا على مصالحها وأمنها في الشرق الأوسط، ولكن هذا يتطلب اتخاذ إدارة أوباما إجراءات عاجلة قبل أن تزداد الخيارات المتاحة سوءا.

تكلفة باهظة
من جانبها تحدثت مجلة فورين بوليسي الأميركية عن التكلفة الباهظة التي قد تنتج عن إلحاق الهزيمة العسكرية بتنظيم الدولة، وأوضحت أن هذه النتائج قد تتمثل في بعثرة المتطرفين في كل من العراق وسوريا إلى بقية أنحاء العالم.

وأضافت المجلة أن العالم قد لا يصبح أكثر أمنا في حال الانتصار على تنظيم الدولة، وأن المقاتلين المتطرفين أثبتوا براعة في التحول والانتشار مع انتهاء المعارك.

وأشارت إلى أن هناك أكثر من عشرين ألف مقاتل أجنبي ينتشرون في سوريا والعراق، وأن كثيرا منهم سيعود إلى وطنه تاركا العنف وراء ظهره، ولكن البعض الآخر منهم سيبحث عن أماكن أخرى للقتال.

خيانة
كما نشرت وول ستريت جورنال الأميركية مقالا للكاتب ماريو لويولا أشار فيه إلى أن قرار الرئيس أوباما التخلي عن العراق عام 2011 يعتبر بمثابة الخيانة للوعود التي أطلقها الأميركيون للملايين من الشعب العراقي، وأن الأهوال التي يتسبب بها تنظيم الدولة في العراق تعد بمثابة النتيجة المباشرة لهذه الخيانة.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية إلى أن تنظيم الدولة يوفر لمجنديه خدمات إرشادية على شبكة الإنترنت، وذلك لتدريبهم على كيفية تجاوز التعرض لعمليات المراقبة والتجسس.

وأضافت أن تنظيم الدولة يستخدم الإنترنت لتنظيم حركة المقاتلين الأجانب، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ومن بينها تويتر.

من جانبها أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى أن أوروبا أصبحت في متناول أيدي مقاتلي تنظيم الدولة، وذلك في أعقاب سيطرتهم على قاعدة سرت الجوية في ليبيا.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية