صحف: التصعيد بالضفة ينذر بالخطر

Israeli soldiers clash with Palestinians, not seen, in the West Bank village of Tekoa, near Bethlehem, Thursday, Oct. 1, 2015. (AP Photo/Mahmoud Illean)
جنود إسرائيليون يطلقون القنابل تجاه فلسطينيين في بلدة تقوع في بيت لحم بالضفة الغربية في ظل التطورات الأخيرة (أسوشيتد برس)

التصعيد الإسرائيلي الذي تشهده الضفة الغربية، وإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم التزام الفلسطينيين بأي اتفاقات مع إسرائيل، كلها تطورات متصاعدة بدأت تترك تداعياتها في الضفة الغربية على شكل مواجهات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

هذا هو الإطار الذي تناولت من خلاله صحف أميركية وبريطانية التطورات الخطيرة التي تشهدها الضفة الغربية، والتي تنذر باندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، وسط موجة متصاعدة من الغضب والانتقام والاستفزازات المتبادلة.

فقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن الرئيس الفلسطيني عباس أعلن أمام الأمم المتحدة قبل أيام أن الفلسطينيين لم يعودوا يلزمون أنفسهم باتفاقات مع إسرائيل، وأضافت أن عباس يكون بذلك قد تنصل من الاتفاقات التي جرت بين الطرفين قبل أكثر من عقدين.

وأوضحت أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين كانا تصافحا في البيت الأبيض الأميركي قبل 22 عاما ليعلنا للعالم بدء عملية السلام بين الطرفين برعاية أميركية، وأضافت أن فشل الإسرائيليين والفلسطينيين والأميركيين للبناء على أوسلو يمثل مأساة للجميع.

دولة احتلال
كما نشرت الصحيفة مقالا كتبه دينيس روس المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي ترأس الجانب الأميركي الراعي للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من 1993 إلى 2001، وأشار فيه إلى تنصل الرئيس عباس من اتفاقات أوسلو، وإلى دعوة عباس إسرائيل لضرورة تحمل مسؤولياتها كدولة احتلال.

وأضاف روس أن تصريحات عباس أمام الأم المتحدة جاءت في خضم أجواء اليأس لدى الفلسطينيين، والمتمثلة في تلاشي الآمال بحل الدولتين لتعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستمرار سياسة الاستيطان في الضفة الغربية.

من جانبها، أشارت مجلة ذي إيكونومست البريطانية إلى بعض مظاهر الفساد المستشري في أوساط السلطة الفلسطينية، وأوضحت أن التدقيق كشف عن أن 40% من ميزانية السلطة الفلسطينية كانت تبددت في السنوات الثلاث الأولى لتسلمها زمام الأمور في الضفة الغربية، وأن المسؤولين الفلسطينيين كانوا قد اختلسوا سبعمئة مليون دولار بحلول 2006، بحسب تقرير النائب العام للسلطة ذاتها.

استطلاع
وأضافت أن استطلاعا حديثا للرأي كشف عن أن 24% من الفلسطينيين يرون أن المشكلة الكبرى التي يعانونها تتمثل في الفساد، وأن نحو 28% منهم يرجع المشكلة الكبرى أمام الفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي.

 كما أظهر الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية برئاسة أستاذ العلوم السياسية والمسحية في رام الله الدكتور خليل الشقاقي أن 80% من الفلسطينيين يعتقدون بأن قادتهم فاسدون. وأن الأغلبية من الفلسطينيين يحبذون حل السلطة الفلسطينية لأنها أصبحت عبئا على الشعب الفلسطيني.

وأضافت إيكونومست في تقرير منفصل إلى أن من عادة القيادة الفلسطينية إطلاق وعود غير قابلة للتطبيق، وذلك في حال وجدت الشعب الفلسطيني يمر بحالة من اليأس والإحباط.

وأشارت إلى أن استطلاعا حديثا للرأي كشف أن 78% من الفلسطينيين يعتقدون بعدم وجود فرصة لحل الدولتين، وأنهم يشعرون بالإحباط إزاء توسع سياسة الاستيطان الإسرائيلية وإزاء عدم شعورهم بالأمان.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية