تباين إسرائيلي تجاه عباس والسلام

Israeli President Shimon Peres speaks to the American Israel Public Affairs Committee (AIPAC) at their annual conference in Washington DC, March 4, 2012. Obama reaffirmed his strong backing for key ally Israel on Sunday, warning Iran that he would not hesitate to use force, if required, to stop it developing a nuclear weapon. AFP Photo/Chris KLEPONIS
undefined

عوض الرجوب-الخليل

دفعت المساعي المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، إضافة إلى حمى السباق الانتخابي في إسرائيل، قادة إسرائيل إلى التصريح أكثر عن مواقفهم، ليس إزاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس فحسب، وإنما تجاه عملية السلام برمتها.

فبينما اعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس المخابرات الإسرائيلية السابق يوفال كوهين قبل أيام أن البديل عن التفاوض مع الرئيس الفلسطيني هو "الإرهاب" والعنف، انضم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو إلى وزير خارجيته المستقيل أفيغدور ليبرمان في اتهام عباس بأنه لا يتجه للسلام.

شمعون بيريز:
لا يعقل القول إن عباس ليس شريكا في السلام. برأيي هو شريك ممتاز

ذخيرة إضافية
فقد ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن نتنياهو اعتبر اللقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية وبين رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في القاهرة أمس "ذخيرة" إضافية لتقديراته بأن عباس ليس شريكا.

وأضاف: "أبو مازن يعانق لرئيس منظمة الإرهاب الذي أعلن قبل شهر فقط بأنه يجب شطب إسرائيل من الخريطة… لا يتصرف هكذا من وجهته السلام".

في المقابل، تنقل الصحيفة عن رئيسة حزب "الحركة" حديث التأسيس تسيبي ليفني انتقادها نتنياهو، فقالت "بدلا من توبيخ أبو مازن (محمود عباس) لإقناع الجمهور في إسرائيل عشية الانتخابات مرة أخرى بأن لا أمل في السلام، على إسرائيل أن تطالب -وعن حق- بأن تتضمن كل تسوية فلسطينية داخلية اعترافا بإسرائيل ووقفا للعنف والإرهاب".

ووفق الصحيفة فإن تصريحات ليفني ونتنياهو جاءت على خلفية تصريح لبيريز قال فيه إنه إذا لم يحصل حسم سياسي، فالفلسطينيون سيعودون إلى "الإرهاب"، وفق تعبيره. مضيفا أنه لا يعقل القول إن عباس ليس شريكا في السلام "برأيي هو شريك ممتاز".

وفي سياق متصل، شدد الكاتب شلومو أفنيري، في مقال له بصحيفة "هآرتس" على ضرورة الاتجاه إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "بالتدريج" من غير البحث الآن عن حل نهائي للصراع "لأن ذلك يحتاج إلى زمن طويل".

ورأى أن "إنشاء السلطة الفلسطينية علامة بدء الاعتراف الإسرائيلي بأن إسرائيل لن تستطيع أن تحكم سكانا فلسطينيين محتلين زمنا طويلا"، مضيفا أن مجرد إنشائها "رمز لبدء طريق إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".

وأضاف: ستضطر كل حكومة تنشأ في إسرائيل بعد الانتخابات مهما يكن تركيبها إلى مواجهة تحد مضاعف، فمن الواضح من جهة أن الوضع الراهن وعدم التفاوض سيسيئان إلى منزلة إسرائيل الدولية ويضعضعان اتفاقي السلام مع مصر والأردن، وقد يفضيان إلى تجديد العنف في المناطق.

ماركوس/هآرتس:
نحن نعيش في عصر الألغاز، أكثرها إزعاجا هو كيف وصلنا إلى الوضع النادر الذي يكون لنا فيه رئيس وزراء يوشك أن يُنتخب لولاية ثالثة

لغز المرة الثالثة
وعلى أبواب الانتخابات الإسرائيلية اعتبر يوئيل ماركوس، في صحيفة هآرتس، أن يصبح رئيس وزراء "فاشل" رئيسا للحكومة للمرة الثالثة "أكبر لغز يعيشه الإسرائيليون".

ويضيف تحت عنوان "ولاية واحدة أكثر مما ينبغي": نحن نعيش في عصر الألغاز، أكثرها إزعاجا هو كيف وصلنا إلى الوضع النادر الذي يكون لنا فيه رئيس وزراء يوشك أن ينتخب لولاية ثالثة.

وتابع أن من سماهم عظماء الإستراتيجية في إسرائيل مثل شمعون بيريز وإسحق شامير لم يتجاوزوا الولايتين، لكن نتنياهو الذي هزم في ولايته الأولى مكللا بالعار، ونال ولايته الثانية على حافة شعرة بسبب فشل ليفني، فإنه واثق من نفسه لدرجة أنه قرر تقديم موعد الانتخابات أملا بالفوز بولاية ثالثة.

وفي سياق السباق الانتخابي في إسرائيل والمقرر نهاية الشهر الجاري، أظهر استطلاع لصحيفة يديعوت أحرونوت نشرت نتائجه اليوم أن الكتلة المانعة ضد نتنياهو اتسعت إلى 56 مقعدا، مضيفا أن حصة أحزاب أخرى مثل العمل وميرتس تتعزز.

وفيما أظهر استطلاع لصحيفة "إسرائيل اليوم" أن بنيامين نتنياهو هو المفضل لدى 38.8% لرئاسة الوزراء، يليه رؤساء باقي الأحزاب بفارق كبير، أظهر استطلاع لصحيفة معاريف أن كتلة اليمين ستحصل على 52 مقعدا، وكتلة الوسط -اليسار على 39 مقعدا، وكتلة الأصوليين على 19 مقعدا، والعرب على 10 مقاعد.

المصدر : الجزيرة