الصحافة الفرنسية: غزة تحولت إلى مختبر للأسلحة المحرمة

r : A weapons system fired by Israeli forces explodes above the northern Gaza Strip January 11, 2009. Israeli forces edged into the Gaza Strip's most populous area on Sunday,

إسرائيل قد تكون استخدمت ما هو أخطر من الفوسفور (رويترز)

 

نقلت صحيفتان فرنسيتان شهادتين: الأولى لطبيبين نرويجيين يؤكدان استخدام أسلحة محظورة ضد سكان غزة, والثانية لنائبة أوروبية تخص الوضع الكارثي في قطاع غزة.

 

أسلحة جديدة

 صحيفة لوموند نشرت شهادة طبيبين نرويجيين عن حالات إصابة بأسلحة جديدة يستخدمها الإسرائيليون ضد المدنيين في غزة، ما يؤكد التقارير
المتواترة عن أن الجيش الإسرائيلي استخدم أسلحة محظورة دوليا أقلها قنابل الفوسفور التي تقتل أو تلحق أضرارا فادحة بكل من يتعرض لها.

 

الطبيبان مادس غيلبرت وإريك فوس وهما الغربيان الوحيدان اللذان كانا موجودين أمس الأحد بمستشفى الشفاء في غزة, نجحا في نقل 15 فلسطينيا مصابين بجروح خطيرة جراء استخدام تلك الأسلحة إلى خارج القطاع عبر معبر رفح بعدما تعرض موكبهم في محاولة أولى لنيران القوات الإسرائيلية.

 

وقالا إنهما لم يشاهدا أثناء وجودهما في مستشفى الشفاء حروقا ناجمة عن الفوسفور أو الذخائر العنقودية, إلا أنهما أكدا في المقابل أن الحالات التي عايناها تدعوهما إلى الجزم بأن إسرائيل استخدمت أنواعا جديدة من الأسلحة ضد سكان قطاع غزة وهي ذاتها المستخدمة سابقا من قبل الجيش الأميركي.

 

وأضاف الطبيبان النرويجيان أن الأسلحة التي تحدثا عنها والتي يطلق عليها اختصارا " دي.أي.أم.إي" (المعدن الكثيف الخامل) عبارة عن كرات صغيرة تحتوي على واحد أو أكثر من معادن عدة بينها الكربون والنيكل والحديد والكوبالت, وتخترق الجلد وتنفجر داخله.

 

وأوضحا أن هذه الكرات الصغيرة ذات قوة تفجيرية هائلة, مؤكدين أنها تؤدي إلى انشطار جسم الضحية إذا انفجرت على مسافة مترين. أما إذا انفجرت على مسافة ثمانية أمتار فتتسبب في حرق الأرجل وبترها. وأشارا أيضا إلى أن حالات عديدة مماثلة سجلت خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006.

 

وأكد الطبيبان اللذان يقومان بمهمات في الشرق الأوسط منذ عشرين عاما مع منظمة "نورواك" النرويجية غير الحكومية, أن تجارب أجريت على فئران بينت أن جزيئات الكرات المتفجرة التي تظل في أجساد الضحايا تؤدي إلى إصابتهم بالسرطان.

 

الطبيبان تساءلا في الختام عما إذا باتت غزة مختبرا لصانعي الموت, كما تساءلا عما إذا كان مسموحا -في القرن الحادي والعشرين- بمحاصرة 1.5 مليون إنسان وقصفهم بهذه الطريقة بزعم أنهم "إرهابيون".

 

مكسب لحماس

من جانبها كتبت صحيفة لوباريزيان في متابعة لتطورات الوضع بقطاع غزة إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كسبت الرأي العام الفلسطيني بفضل صمودها في مواجهة القوة الإسرائيلية العاتية التي تدك غزة جوا وبرا وبحرا منذ ما يزيد عن أسبوعين.

 

واعتبرت الصحيفة أن الحرب الإسرائيلية على غزة أضعفت القدرات العسكرية لحماس, بيد أنها أشارت إلى أن الحركة رفضت وقف إطلاق النار لأن إسرائيل قررت الاستمرار في عملياتها العسكرية بل وتوسيعها رغم صدور القرار الدولي 1860 التي قالت تل أبيب منذ لحظة صدوره إنها لن تلتزم به بزعم أن حماس لم توقف هجماتها الصاروخية.

 

الصحيفة أشارت إلى أن إسرائيل فشلت -بعد أكثر من أسبوعين من القصف المدمر- في منع حماس من إطلاق الصواريخ على البلدات اليهودية المتاخمة لغزة رغم توغل مئات الدبابات وآلاف الجنود من عدة محاور.

 

لوباريزيان أضافت أن الحكومة الإسرائيلية التي لا يزال ما حدث لقواتها في جنوب لبنان صيف 2006 ماثلا في عقول قادتها, قررت بعد تردد الزج بجانب من قوات الاحتياط التي تم استدعاؤها لمعاضدة القوات النظامية بهدف تحقيق نصر ميداني.

 

وأشارت اليومية الفرنسية إلى الوضع الكارثي في قطاع غزة في ظل الهجوم الإسرائيلي, حيث لا ماء ولا كهرباء ولا مخزونات كافية من الغذاء والدواء.

 

شهادة أوروبية

يومية لومانيتي الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي أوردت شهادة للنائبة في البرلمان الأوروبي لويزا مورغانتيني التي قامت أمس بزيارة خاطفة لغزة ضمن وفد أوروبي ضم سبعة من زملائها.

 

الصحيفة نقلت عن مورغانتيني -وهي نائبة إيطالية تنتمي إلى اليسار الأوروبي الموحد- قولها إنه لم يتح للوفد الذي دخل من معبر رفح التجول في غزة سوى ساعتين ونصف خلال هدنة الساعات الثلاث اليومية المعلنة من جانب إسرائيل.

 

لكن مورغانتيني أكدت مع هذا أن الوفد عاين الوضع القاسي في غزة, ووصفت الأزمة الإنسانية هناك بالهائلة, مشددة على أنه ينبغي وقف إطلاق النار فورا.

وأوضحت النائبة الأوروبية أنه لا يوجد غذاء في غزة, وقالت إن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لا توزع سوى الحليب.

 

وتابعت أن الوفد عاين أشكالا مختلفة من التدمير الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية, غير أنها نقلت في المقابل عن فلسطينيين قابلهم النواب تمسكهم بالحياة رغم كل القتل والخراب الذي حل بغزة جراء القصف الإسرائيلي الذي دخل أسبوعه الثالث.

 

الصحيفة نقلت أيضا عن مورغانتيني قولها إن على الفلسطينيين أن يعلموا أن هناك أوروبا أخرى غير التي ترقص مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، في إشارة إلى التأييد الذي تحصل عليه إسرائيل من دول أوروبية كبيرة مثل بريطانيا ما يسمح لها بالاستمرار في هجومها.

 

وأضافت النائبة الإيطالية إن كتلة اليسار الأوروبي الموحد ستؤكد خلال جلسة البرلمان الأوروبي بعد غد الأربعاء أنه لا يمكن تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في هذه المرحلة.

المصدر : الصحافة الفرنسية