نردين كسواني.. طالبة فلسطينية حاربت الاحتلال الإسرائيلي بأميركا فاحتشد ضدها اللوبي الصهيوني

كسواني تؤكد أن ما تقوم به لفلسطين في أميركا يجدي نفعًا بدليل استهدافها من قبل اللوبي الصهيوني (الأوروبية)

نيويورك- يقابَل النشطاء والطلبة الفلسطينيون والداعمون للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة بحملات شرسة يقودها اللوبي الصهيوني، وقد زادت حدّتها بشكل واضح الآونة الأخيرة.

ومن بين هؤلاء النشطاء الطالبة الأميركية من أصول فلسطينية نردين كسواني التي شاركت في تمرير كلية القانون بجامعة مدينة نيويورك قرارَين داعمَين لحركة المقاطعة العالمية للاحتلال الإسرائيلي "بي دي إس" (BDS).

وخلال لقاء مع الجزيرة نت، استنكرت كسواني -التي اختيرت لإلقاء خطاب التخرج من كلية القانون بالجامعة في مايو/أيار الماضي- ما توجهه من اتهامات بـ "معاداة السامية" من قِبل مجلس مدينة نيويورك.

وقالت الناشطة "تعرضت للعديد من المضايقات والتهديدات بالقتل والاغتيال من الصهاينة منذ أن التحقت بكلية القانون لإخماد نشاطاتي المؤيدة لحقوق الفلسطينيين".

GRAND CENTRAL STATION, NEW YORK, UNITED STATES - 2018/01/05: Nerdeen Kiswani from NYC Students for Justice in Palestine - Hundreds of New Yorkers joined Palestinian advocacy groups to participate on an emergency rally calling out for the immediate release of 16 year old Ahed Tamimi and all Palestinian prisoners abducted and imprisoned by Israeli Occupation Forces. (Photo by Erik McGregor/LightRocket via Getty Images)
مجلس مدينة نيويورك سيحقق مع كسواني بشأن اتهامات مرتبطة بمعاداة السامية (غيتي)

حملات تشويه

وتوضح كسواني أن حملات التشويه التي تعرضت لها بلغت ذروتها عندما قررت عضو مجلس نيويورك إينا فيرنيكوف، اليهودية من أصول أوكرانية، وزميلها إريك دينوويتز، التحقيق معها واتهامها بـ "معاداة السامية" على خلفية دورها الرئيسي والفعال في تمرير كليتها قرارين يدعمان حركة "بي دي إس".

وساهم كل من فيرنيكوف ودينوويتز -بدعمٍ من منظمات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، مثل "ستاند ويذ إس" (StandWithUs)- بسحب مجلس مدينة نيويورك للدعم المالي المقدم لكلية القانون بجامعة نيويورك والبالغ قدره 50 ألف دولار، بسبب قرارات المقاطعة التي مررها واختيارها كسواني متحدثة باسم الطلبة في حفل تخرجها.

وعلى الرغم من الاتهامات التي تواجهها، فإن كسواني أكدت في حديثها للجزيرة نت أن استهدافها بهذه الحدة "معناه فقط أن ما نقوم به من أجل فلسطين يجدي نفعًا".

وأضافت "أعضاء مجلس نيويورك يضيعون وقتهم في محاولة قمع أصوات الفلسطينيين التي تفضح الاضطهاد الذي يتعرضون له.. لأن قرار المقاطعة الذي مررته الكلية، وكل التغييرات التي نجحنا بصنعها في نيويورك دعما لحرية الفلسطينيين حصلت على دعم الجميع".

وتابعت "أنا أتعرض للهجوم لأنهم على يقين بأن خطابي الذي تحدثت فيه عن فلسطين ليس محل اهتمام الفلسطينيين بمفردهم، بل لأن العديد من الأشخاص في الكلية يدعمون أيضا الفلسطينيين، لهذا تم اختياري لأتحدث في حفل التخرج".

وتؤكد كسواني أن هذه الحملة ليست الأولى ضدها، فكثيرا ما كانت مستهدفة خلال مسيرتها الجامعية من قبل منظمات اللوبي الصهيوني وتطبيقات إلكترونية مرتبطة بحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وعام 2020، أعلنت منظمة "أوقفوا معاداة السامية" (Stop Antisemitism) الصهيونية الأميركية عن اختيار كسواني "شخصية العام لمعادية السامية".

كما بذلت تلك الحملات والمنظمات المؤيدة لدولة الاحتلال جهودا بهدف فصلها من جامعتها، إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل "وارتد السحر على الساحر" كما تقول.

وتضيف أن جلسة الاستماع المقررة بمجلس مدينة نيويورك ليست أول تجربة لها، فقد تم التحقيق معها عام 2016 قبل التحاقها بكلية القانون على خلفية اتهامات أخرى بمعاداة السامية، لكنها نجحت أيضا حينئذ في إثبات براءتها.

حقيقة وعدالة

وحول مقدار التأثير الذي تُحدثه تلك الحملات عليها وغيرها من الطلبة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين في أميركا، أشارت إلى أنها تهدد بالفعل استقرارهم ومسيرتهم الدراسية ومستقبلهم وفرص حصولهم على وظائف، كما تعرقل جهودهم لنشر الوعي بشأن القضية الفلسطينية وعدالتها.

ووسط هذه التهديدات والعراقيل، شددت كسواني على أنها ستواجه حملة التشويه الحالية ضدها كما واجهت كل حملات التشهير السابقة "بالحقيقة والعدالة والثقة".

يشار إلى أن كسواني شاركت في تأسيس منظمة "طلاب من أجل العدالة بفلسطين" (Students for Justice in Palestine) الأميركية الفاعلة في النشاطات الطلابية المؤيدة للقضية الفلسطينية، كما أنها مؤسِسة ومديرة منظمة "في حياتنا" الأميركية الداعمة لحقوق الفلسطينيين.