انهيار الائتلاف الحاكم في إسرائيل.. اتفاق على حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة ولبيد سيتولى رئاسة الوزراء

Israeli Prime Minister Bennett attends weekly cabinet meeting in Jerusalem
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت (يمين) ووزير الخارجية يائير لبيد (رويترز)

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت ووزير خارجيته رئيس الحكومة البديل يائير لبيد أنهما قررا طرح مشروع قانون لحل الكنيست والتصويت عليه في الهيئة العامة للكنيست خلال الأسبوع المقبل.

ومن شأن تصويت أعضاء الكنيست الإسرائيلي على حل المجلس أن يفتح الطريق أمام خامس انتخابات برلمانية بإسرائيل في 3 سنوات، وذلك بعد ضغوط على مدى أسابيع على الائتلاف الحاكم الهش الذي يقوده رئيس الوزراء نفتالي بينيت.

ويصبح قرار حل الكنيست نافذا بعد التصديق عليه بالأغلبية النيابية في 3 مناقشات يتم بعدها تحديد موعد للانتخابات المبكرة بعد 90 يوما من التصديق على القانون بالمناقشة الثالثة.

وسيتنحى بينيت ويخلفه وزير الخارجية يائير لبيد، شريكه في الائتلاف غير المتناغم، الذي أنهى منذ 12 شهرا فترة حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو القياسية التي استمرت 12 عاما.

وسيكون لبيد (صحفي سابق ورئيس أكبر أحزاب الائتلاف) رئيس وزراء مؤقتا لحين إجراء الانتخابات.

وأعلن قائدا الائتلاف الحكومي الحالي (بينيت – لبيد) نيتهما حل البرلمان لإجراء انتخابات جديدة مبكرة.

الخوف من الفوضى

وقال بينيت -خلال إعلان الاتفاق الجديد في البرلمان الإسرائيلي- "قمنا بكل ما في وسعنا للمحافظة على الائتلاف"، وأضاف "أقف إلى جانب صديقي يائير لبيد الذي سيصبح قريبا رئيسا للوزراء بموجب اتفاقنا".

وأضاف بينيت أنه اضطر لاتخاذ قرار حلّ الكنيست (البرلمان) تحسبا لدخول البلاد في فوضى قانونية بسبب استحالة تمديد القوانين المتعلقة بالضفة الغربية.

ونقلت قناة كان الرسمية كلمة لبينيت توجّه بها إلى الإسرائيليين قائلا: نقف اليوم في لحظة صعبة، لكننا اتخذنا القرار السليم بالنسبة لإسرائيل، وفعلنا خلال الأسابيع الأخيرة كل ما في وسعنا للحفاظ على هذه الحكومة.

وأضاف أنه أجريت الجمعة الماضي سلسلة من المحادثات مع مسؤولي الأمن والقانون، وأدركت أنه بعد 10 أيام من انتهاء صلاحية القوانين المتعلقة بالضفة الغربية ستدخل الدولة في فوضى قانونية، ولم أستطع السماح بذلك.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مقربين من بينت أن رئيس الوزراء يعتزم خوض الانتخابات المقبلة.

لبيد: لن ننتظر الانتخابات للتصدي للتحديات

بدوره، شكر لبيد رئيس الوزراء الذي قال إنه "وضع المصالح الوطنية فوق مصلحته الخاصة"، وأضاف "أنه قائد شجاع، ولا شك لدي في أنه سيحتفظ بموقع في إدارة البلاد في السنوات المقبلة".

وفي إشارة إلى حالة التوتر بين إسرائيل وأكثر من طرف، قال لبيد إنه لن ينتظر حتى إجراء انتخابات جديدة كي يبدأ معالجة التحديات التي تواجهها البلاد بمجرد توليه منصب رئيس الوزراء المؤقت.

وأضاف -في بيان ألقاه إلى جانب رئيس الوزراء- "علينا معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة، وأن نخوض الحملة ضد إيران وحماس وحزب الله، ومجابهة القوى التي تهدد بتحويل إسرائيل إلى دولة غير ديمقراطية".

وقال وزير الدفاع بيني غانتس -الذي يرأس حزبا من تيار الوسط ضمن الائتلاف- "أعتقد أن الحكومة أدت عملا جيدا للغاية خلال العام الماضي. من العار جر البلاد إلى الانتخابات". وأضاف "لكننا سنواصل العمل بوصفنا حكومة مؤقتة بقدر الإمكان".

وتأتي الخطوة قبل أسابيع قليلة من زيارة سيقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن، وتعول عليها الحكومة للمساعدة في تعزيز العلاقات الأمنية الإقليمية ضد إيران "عدوة إسرائيل".

وخلال الأسابيع الماضية، بدا مستقبل الائتلاف المكون من 8 أحزاب يمينية وليبرالية وعربية مهددا على نحو متزايد بعد أن انسحب منه عدد من الأعضاء، مما تركه من دون أغلبية واضحة في البرلمان.

ومع زيادة الضغط على الحكومة في الأيام الماضية، قال بينيت (وهو عضو سابق في القوات الخاصة ومليونير كان يعمل في قطاع التكنولوجيا ودخل العمل السياسي عام 2013) إن حكومته عززت النمو الاقتصادي وخفضت معدل البطالة وقضت على العجز للمرة الأولى منذ 14 عاما.

ولكن بينيت لم يكن مع ذلك قادرا على الحفاظ على تماسك الائتلاف، وقرر التنحي قبل أن يتسنى لحزب الليكود اليميني الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو تقديم اقتراح بحل البرلمان.

نتنياهو يتطلع للعودة

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قوله إن الحكومة الحالية فقدت قدرتها على الحكم، وإنهم واثقون من الفوز في الانتخابات.

وأضاف نتنياهو "حكومة بينت فشلت بشكل كبير أمنيا وسياسيا واقتصاديا وسأشكل حكومة وحدة وطنية واسعة".

وكان نتنياهو -الذي تعهد بالعودة رغم محاكمته بتهم فساد- سخر من بينيت (الذي كان مساعده المقرب السابق)، قائلا الأسبوع الماضي إن حكومته تقيم "واحدة من أطول الجنازات في التاريخ".

وأبرم بينيت ولبيد اتفاقا لتشكيل حكومة جمعتهما مع أحزاب أخرى يسارية ويمينية ووسطية الى جانب الكتلة العربية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، وينص الاتفاق على تناوب الرجلين على رئاسة الحكومة في منتصف مدتها الممتدة إلى 4 سنوات، وأن يحل لبيد مكان بينيت إذا حلّ البرلمان.

المصدر : الجزيرة + وكالات