ما الذي تخشاه إيران منها؟.. آلية فض النزاع تهيمن على مفاوضات فيينا

ينظر المراقبون إلى النقاش حول آلية فض النزاع في إطار الهواجس الإيرانية بشأن التحقق من تنفيذ الجانبين الأميركي والأوروبي تعهداتهما في الاتفاق النووي.

FILE PHOTO: Deputy Secretary General of the European External Action Service (EEAS) Enrique Mora and Iran's chief nuclear negotiator Ali Bagheri Kani wait for the start of a meeting of the JCPOA Joint Commission in Vienna, Austria December 3, 2021. EU Delegation in Vienna/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY/File Photo
رغم الحديث عن تصدر الخلاف حول رفع العقوبات لمفاوضات فيينا فإن آلية فض النزاع في حال التوصل لاتفاق أبرز النقاط العالقة (رويترز)

طهران – كشف السفير الإيراني الأسبق في بريطانيا جلال ساداتیان أن النقاش من أجل التوصل إلى حل بشأن "آلية فض النزاع" في أي اتفاق محتمل، يشكل أكبر النقاط العالقة بمفاوضات الملف النووي الجارية في فيينا.

وبعد أن تصدّرت الخلافات بين أعضاء المجموعة السُداسية عقب تجميد إيران تنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي ردا على الانسحاب الأميركي الأحادي منه عام 2018، عاد النقاش بشأن آلية فض النزاع إلى الواجهة من جديد في مفاوضات فيينا.

وعلى وقع دخول مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مرحلة حاسمة في العاصمة السويسرية، كشف السفير الإيراني الأسبق في بريطانيا أنه رغم الحديث المتواصل عن الخلاف بشأن رفع العقوبات، فإن هناك قضية أكثر تعقيدا تتصدر المشهد التفاوضي.

ساداتيان
ساداتیان: إيران تخشى من استخدام أميركا لآلية فض النزاع وإحالة الملف النووي إلى مجلس الأمن (الجزيرة)

فض النزاع ومفاوضات محتملة

وأوضح ساداتيان في حديث للجزيرة نت أن ما يهم بلاده في المرحلة المقبلة هو عدم قدرة جميع الأطراف على تفعيل آلية حل النزاع، مضيفا أن هناك خشية إيرانية من استخدام هذه الآلية من قبل الولايات المتحدة بعد عودتها المحتملة للاتفاق النووي، وإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي.

ولدى إشارته إلى إمكانية عقد مفاوضات مباشرة بين الجانبين الإيراني والأميركي لتسريع عجلة مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، توقّع الدبلوماسي الإيراني أن يكون الحديث بشأن آلية حل النزاع في صلب هذه المفاوضات المحتملة.

وقال إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أخفق -رغم مساعيه الحثيثة- في تفعيل آلية فض النزاع، لأنه لم يعد طرفا في الاتفاق. وشدد على حق إيران في الحصول على ضمانات لتفادي أية أزمة محتملة في المستقبل، مشيرا إلى أنه لم يبق من عمر إدارة الرئيس جو بايدن سوى 3 أعوام.

واستدرك المسؤول الإيراني أنه لا ينبغي اعتبار القضايا العالقة الأخرى -مثل رفع العقوبات وضمان عدم انسحاب واشنطن مرة أخرى من الاتفاق النووي- في عداد الملفات المحسومة بمفاوضات فيينا، إلا أنها تأتي في الأولويات التالية.

هواجس إيرانية

ووصف السفير الإيراني الأسبق في لندن آلية حل النزاع بأنها "العصا المرفوعة فوق طاولة المفاوضات في فيينا"، وعبّر عن الخشية من تفعيل الترويكا الأوروبية الآلية هذه المرة، في حال عدم توصل المفاوضات الجارية في فيينا إلى إحياء الاتفاق النووي.

واعتبر ساداتيان الضوء الأخضر الأميركي بالسماح لكوريا الجنوبية بتسديد الأموال المستحقة على طهران إلى الأمم المتحدة بأنها تأتي لبناء الثقة المعدومة بين الجانبين، مؤكدا أن من شأن التعاون في تبادل السجناء أن يدفع مفاوضات فيينا إلى الأمام.

من جانبه، قرأ مختار حداد الباحث الإيراني في الشؤون الإستراتيجية النقاش حول آلية فض النزاع في إطار الهواجس الإيرانية بشأن التحقق من تنفيذ الجانبين الأميركي والأوروبي تعهداتهما في الاتفاق النووي، مؤكدا حصول تقدم خلال الأيام القليلة الماضية في هذا المجال.

وقال حداد -في حديثه للجزيرة- إن طهران تؤكد على إحياء الاتفاق النووي كوحدة متجانسة، وتطالب بتنفيذ جميع بنوده من قبل جميع الأطراف الموقّعة عليه، ولن تقبل بشطب أو زيادة بند على خطة العمل الشاملة المشتركة.

صورة نشرها الوفد الإيراني إلى فيينا عبر تويتر لإحدى جلسات المفاوضات (مواقع التواصل الاجتماعي)

مناقشة المسودة

ووفق حداد "تم حل العديد من النقاط الخلافية مؤخرا في فيينا، ولدينا معلومات عن بدء رؤساء الوفود المشاركة في المفاوضات مناقشة مسودة الاتفاق، ما يبشّر بحصول تقدم كبير في العملية التفاوضية".

واستبعد حداد وصول مفاوضات فيينا إلى طريق مسدود خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أنها توصلت إلى مراحل متقدمة تبشّر بقرب التوقيع على الاتفاق الذي بات قاب قوسين أو أدنى.

وإذا ما كانت الظروف مواتية لعقد مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة لحلحلة ما تبقى من القضايا الشائكة، قال الباحث الإستراتيجي الإيراني إنه لا يوجد ما يمنع مثل هذه اللقاءات في حال توصل المفاوضات إلى مراحل متقدمة جدا، لا سيما أن جلوس الطرفين بعد عودة واشنطن للاتفاق سيكون دوريا في إطار المجموعة السداسية.

وخلص حداد إلى أن موضوع الضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة مرة أخرى من الاتفاق النووي، والتحقق من تنفيذ تعهداتها كاملة، يعتبران من أكبر القضايا العالقة رغم حصول انفراجة بسيطة في النقاشات الجارية في مفاوضات فيينا.

وبدأت مفاوضات فيينا في أبريل/نيسان الماضي، وبعد تعليقها زهاء 5 أشهر بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية اعتبارا من يونيو/حزيران 2021، تم استئنافها أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

المصدر : الجزيرة