قضايا شائكة يقابلها ضوء أخضر.. هذه الملفات التي تم التوافق عليها في مفاوضات فيينا بشأن النووي الإيراني

Meeting of JCPOA Joint Commission in Vienna
جانب من الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا التي انطلقت الشهر الماضي (رويترز)

طهران- كشف المستشار في الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا محمد مرندي أنه رغم تصاعد الحديث عن انحسار الخلافات والوصول لمرحلة حاسمة، فما زالت هناك خلافات عالقة، وأن الحديث عن بلوغ المفاوضات مراحلها النهائية أمر سابق لوقته.

وأشار مرندي -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن المفاوضات تمضي على قدم وساق من أجل التوصل إلى حلول مرضية بشأن القضايا الشائكة، مضيفا أنه لا يستبعد بلوغ المفاوضات منعطفات صعبة قد تعرقل وصولها إلى النتائج المرجوة.

ونوّه إلى أن طهران تسعى من أجل إنجاح المفاوضات الجارية في فيينا، إلا أن ذلك يتطلب إرادة جدّية من الطرف الغربي، حسب رأيه.

وختم مرندي حديثه بالقول إن ما توصلت إليه المفاوضات لا يرضي إيران التي تصرّ على تنفيذ كامل للاتفاق النووي وضرورة رفع جميع العقوبات مرة واحدة، مؤكدا أن النقاط الخلافية الرئيسة تكمن في حجم العقوبات التي على الولايات المتحدة رفعها والتحقق من تنفيذ الأطراف الغربية التزاماتها في أي اتفاق محتمل والحصول على ضمانات بشأن تنفيذه بالكامل.

مرندي: ما توصلت إليه المفاوضات حتى الآن لا يرضي إيران (الصحافة الإيرانية)

نقاط خلافية

وعلى صعيد متصل، يرى الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية عباس أصلاني أن وفود التفاوض في فيينا أحرزت تقدما ملحوظا في الجولة الماضية بشأن الخلاف حول تطور برنامج إيران النووي عقب تجميد تعهداتها في الاتفاق النووي.

ووصف أصلاني، في حديثه للجزيرة نت، مسار التفاوض في الجولة الثامنة من اجتماعات فيينا بأنه إيجابي في ما يخص رفع العقوبات الأميركية، إلا أن الطرفين الإيراني والغربي لم يصلا إلى توافق نهائي بهذا الشأن.

وإحدى القضايا العالقة الأخرى هي كيفية تطبيق الاتفاق المرتقب، حيث كشف أصلاني عن رفض الوفد الإيراني المقترح الغربي بعودة واشنطن وطهران بشكل متزامن للاتفاق النووي، مؤكدا أن طهران ترى أن من الضروري أن تعود واشنطن أولا باعتبارها البادئة في انتهاك الاتفاق.

تقدم كبير

ورأى أصلاني أن بلاده تعرضت لخداع في ما يخص رفع العقوبات في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، موضحا أن مطالبة طهران الطرف الغربي بتقديم ضمانات لتنفيذ الجانب الأميركي تعهداته ترمي إلى رفع عملي للعقوبات وليس على الورق فحسب.

كما رأى أن عقد فرق العمل اجتماعا خلال الجولة الثامنة يدل على إحراز تقدم وتقارب لوجهات النظر، موضحا أن مهمة فرق العمل على مستوى الخبراء هي بحث التفاصيل عقب التوصل إلى حلول بالخطوط العريضة حول النقاط الخلافية.

ورغم تأكيد الباحث المتابع لمفاوضات فيينا إحراز تقدم كبير، فإنه لا يخفي خشيته من احتمال بلوغ المفاوضات طريقا مسدودا في ضوء القضايا الخلافية الأخرى التي لا تزال عالقة، وذلك عند عدم إبداء مرونة من قبل كلا الطرفين.

أصلاني: وفود التفاوض في فيينا أحرزت تقدما ملحوظا بشأن الخلاف حول تطور برنامج إيران النووي (الجزيرة)

ضوء أخضر

وفي السياق، نقلت صحيفة آرمان ملي عن الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الملف النووي الإيراني محسن جليلوند قوله إن الاتفاق النووي أصبح في متناول اليد عقب الضوء الأخضر الإيراني والأميركي، موضحا أن إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت كبيرة جدا مقارنة مع احتمالات الاتفاق على وثيقة طويلة المدى.

والاتفاق الجديد بحاجة إلى اتخاذ قرارات إستراتيجية من قبل السلطات السياسية في الولايات المتحدة وإيران وفق جليلوند، الذي يرى أن السبب الرئيس في إطالة مفاوضات فيينا هو التفاوض غير المباشر بين الوفدين الإيراني والأميركي.

وأضاف جليلوند أن واشنطن تغض البصر عن بيع النفط الإيراني للصين من جهة، وتمهد لتحرير الأصول الإيرانية المحتجزة لدى كوريا الجنوبية من جهة أخرى. وفي المقابل، ترسل طهران إشارات إيجابية بشأن استعدادها لتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أو إرسال جزء من مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا للاحتفاظ به هناك.

وأوضح جليلوند أن الاتفاق الجديد سيكون مختلفا عن خطة العمل المشتركة الموقعة عام 2015 لأن ظروف كلا الطرفين الإيراني والأميركي تختلف تماما عما كانت عليه آنذاك، موضحا أن إيران سجلت تطورا لافتا في تخصيت اليورانيوم بنسب عالية، في حين تراجعت مكانة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

المصدر : الجزيرة