هربوا من أفغانستان.. نقل طيارين أفغان من طاجيكستان إلى الإمارات

A NATO helicopter flies overhead as smoke rises from the site of a suicide attack in Jalalabad province May 12, 2014. Taliban militants launched a wave of attacks across Afghanistan on Monday, the first day of their declared summer offensive, targeting the international airport and the United States' biggest military base near Kabul. REUTERS/Parwiz (AFGHANISTAN - Tags: CIVIL UNREST POLITICS)
مروحية تابعة لحلف الناتو فوق مدينة جلال آباد الأفغانية عام 2014 (رويترز)

أُجلي أكثر من 140 طيارا من القوات الجوية الأفغانية وطاقمها إلى دولة الإمارات بعد 3 أشهر من وصولهم إلى طاجيكستان هربا من طالبان.

وأوردت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) أن الطائرة المقلة للطيارين وطواقم الطائرات غادرت طاجيكستان أمس الثلاثاء بمساعدة السلطات الأميركية.

ونسبت الصحيفة في تقرير لها إلى العميد ديفيد هيكس الضابط المتقاعد بالقوات الجوية الأميركية والرئيس التنفيذي لهذه العملية -التي أُطلق عليها "عملية الوعد المقدس"- قوله إن الرحلة المتجهة إلى الإمارات أنهت محنة استمرت 3 أشهر للأفراد العسكريين الذين دربتهم الولايات المتحدة ونقلوا طائرات -زودت أميركا بها أفغانستان من قبل- إلى طاجيكستان للهروب من طالبان؛ لينتهي بهم الأمر في الحجز.

ارتياح كبير

وقال هيكس -الذي يقود مجموعة متطوعة ساعدت الأفغان- إنه ارتياح كبير للمجموعة بأكملها عندما يعلمون أنهم خرجوا من فترة عدم اليقين هذه، ويتخذون الخطوة الأولى لبدء حياتهم الجديدة، "آمل أن يتم لمّ شملهم جميعا بأسرهم قريبا".

وقال الأفغان إنهم يعتمدون على الحكومة الأميركية لتأمين حريتهم بعد أن احتجزتهم السلطات الطاجيكية عقب استيلاء طالبان على السلطة في وطنهم وهربوا خوفا من الانتقام.

وفي تسجيلات صوتية على واتساب تم إجراؤها على الهواتف المحمولة المهربة، وصف الطيارون الناطقون باللغة الإنجليزية الظروف السيئة والحصص الغذائية غير الكافية والرعاية الطبية المحدودة في الموقع، حيث كانوا محتجزين خارج العاصمة دوشنبه.

آلاف ما زالوا بأفغانستان

وأشار التقرير إلى أن عدة آلاف من طياري القوات الجوية الأفغانية وأفراد الطواقم لا يزالون مختبئين في أفغانستان، حيث قال البعض إنهم يشعرون بأن الجيش الأميركي -حليفهم القتالي منذ فترة طويلة- تخلى عنهم، كما قالوا إنهم يائسون من مغادرة أفغانستان، وإنهم وعائلاتهم معرضون لخطر المطاردة والقتل من قبل طالبان.

وفي مقابلات هاتفية من منازل آمنة في أفغانستان -كما يضيف التقرير- قال العديد من طياري القوات الجوية الأفغانية إنهم ينتقلون من منزل إلى منزل لتجنب اكتشافهم، وقالوا إن أموالهم نفدت ولم يجرؤوا على البحث عن عمل لأنهم كانوا يخشون أن يكتشفهم "المسلحون".

عفو عام

وقالت طالبان إن هناك عفوا عاما عن أي أفغاني خدم في الحكومة السابقة أو عمل مع الحكومة الأميركية أو الجيش، لكن العديد من طياري القوات الجوية الأفغانية قتلوا على يد طالبان هذا العام.

وقال الجنرال هيكس إن الرحلة التي غادرت طاجيكستان رتبتها وزارة الخارجية الأميركية، التي ساعدت أيضا في إجلاء مجموعة منفصلة من الطيارين الأفغان وأفراد الطاقم الذين سافروا إلى أوزبكستان في سبتمبر/أيلول الماضي، وتم نقلهم إلى قاعدة عسكرية أميركية في الإمارات. وضغطت طالبان على أوزبكستان لإعادة الطيارين وأفراد الطاقم إلى أفغانستان.

8 مليارات دولار

يُذكر أن العديد من الطيارين الأفغان تم تدريبهم في أميركا على قيادة الطائرات والمروحيات العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة، التي أنفقت أكثر من 8 مليارات دولار لتدريب وتجهيز القوات الجوية الأفغانية.

وقال هيكس إنه ومنذ منتصف أغسطس/آب الماضي، ساعدت "عملية الوعد المقدس" في إجلاء نحو 350 أفغانيا. وقال إن المجموعة قامت بفحص نحو ألفين من أفراد القوات الجوية الأفغانية وأقاربهم الذين يحاولون مغادرة أفغانستان، ولا يزال هناك نحو 8 آلاف آخرين يخضعون للفحص.

ولا يزال وضع طائرات القوات الجوية الأفغانية التي تم نقلها إلى طاجيكستان وأوزبكستان غير واضح.

وخلال انهيار حكومة أفغانستان السابقة، نقل نحو 25% من طائرات القوات الجوية الأفغانية إلى طاجيكستان وأوزبكستان، وفقا لتقرير صدر في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان. وقدر هيكس الرقم من 56 إلى 60 طائرة.

وكانت القوات الأميركية عطلت عمدا 80 طائرة في مطار كابل وأخرجتها من الخدمة نهائيا في أواخر أغسطس/آب الماضي.

المصدر : نيويورك تايمز