خبير أوبئة: دعوا الشباب والصغار يواجهون فيروس كورونا.

دعا خبير أوبئة ألماني إلى ترك الشباب والصغار ليكونوا عرضة لفيروس كورونا، وإلى تطبيق العزل فقط على من هم عرضة للخطر، وبالتالي تطبيق نهج مناعة القطيع.

وتقول صحيفة صنداي تلغراف البريطانية إن البروفسور الألماني أليكساندر كيكولي يحذر من استمرار الإغلاق لفترة طويلة، ويرى أن من شأنه إلحاق الضرر بالمجتمعات أكثر من الوباء نفسه.

 
ويقول جوستن هاغلار -في تقريره بالصحيفة البريطانية- إن عالم الوبائيات كيكولي سبق أن توقع أن تشهد أوروبا أزمة فيروس كورونا. وكان قد حذر في وقت مبكر في يناير/كانون الثاني الماضي من أن الفيروس على وشك اجتياح أوروبا، وحث حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل علنا على بدء فحص المسافرين الدوليين.
 

انتظار طويل

ويرى كيكولي أنه من المستحيل الانتظار حتى يتم اكتشاف لقاح ضد كورونا، فهذا اللقاح المفترض أنه لن يكون متوفرا قريبا. ويضيف العالم الألماني -وهو رئيس شعبة علم الأحياء الدقيقة بجامعة هال- أنه استنادا إلى الخبرة، فإنه لا يتوقع التوصل إلى اكتشاف لقاح ضد كوفيد-19 قبل نحو عام.
 
ويرى العالم الألماني أنه لا يمكن البقاء تحت الإغلاق لمدة ستة أشهر إلى سنة، لأن ذلك من شأنه أن يلحق الضرر بالمجتمعات والثقافات.
 
وكان البروفسور قد ظهر على شاشة التلفزيون الوطني بألمانيا في 22 يناير/كانون الثاني الماضي داعيا إلى ضرورة إخضاع المسافرين في المطارات والحدود للفحص، لكن تحذيراته لاقت آذانا صماء، بحسب الصحيفة.
 

جائحة كورونا

ويقول كيكولي إن العالم الآن واقع تحت قبضة جائحة كورونا على نطاق واسع، وإنه كان بالإمكان احتواء الوباء لو تم البدء بالاختبار والمتابعة في ذلك التاريخ، وقبل أن يمر الوقت ويتفشى الوباء.
 
وتضيف الصحيفة أن ميركل تبدو غير متحفزة لإنهاء الإغلاق خشية تدمير ما تم اتخاذه من إجراءات واحتياطات حتى الآن.
 

ثلاث نقاط

ويرى البروفسور كيكولي أنه يمكن الآن وقف الإغلاق بأمان باتباع خطة بسيطة من ثلاث نقاط.
 
أولا: يجب أن يبقى في حالة عزلة المسنون ومن يعانون من ظروف صحية سابقة، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس. ويجب إقناعهم بالبقاء في المنزل، وتوفير البدائل لهم مثل التطبيقات التي تسمح لهم بالتسوق عن بعد أو مواصلة حياتهم الاجتماعية. وإذا كانوا مصممين على الخروج، فلا بأس، ولكن يجب عليهم ارتداء أقنعة طبية كاملة.
 
 ثانيا: الانتقال من الابتعاد الاجتماعي إلى "المسافة الذكية" والتكيف بحسب الحالة، فأمين الصندوق (الكاشير) في المحال التجارية يكون عرضة للإصابة طول اليوم، ولذا فهو يحتاج إلى ارتداء قناع واتخاذ تدابير النظافة المناسبة. كما يحتاج سائق سيارة الأجرة لأن يتعلم ألا يلمس وجهه بعد التعامل مع المال "ونحتاج جميعا إلى التعود على ارتداء أقنعة الوجه عندما يكون آخرون في الجوار".
 
ثالثا: والأكثر إثارة للجدل أنه يجب علينا أن نترك الصغار يصابون بالفيروس، فمن غير المرجح أن يموت الأشخاص دون سن الخمسين أو يصابون بمرض خطير من الفيروس التاجي. و"علينا أن نسمح لهم بالعدوى حتى يتمكنوا من تطوير مناعة" وهذه عودة لمناعة القطيع التي حاولت بريطانيا تطبيقها ولاقت انتقادات واسعة، وفق الصحيفة.
 
الأطفال
ويرى البروفيسور كيكولي أن الأطفال هم الأقل عرضة للخطر، لذلك يجب رفع الإغلاق عن المدارس ورياض الأطفال أولا، وهي خطة اعتمدتها الدانمارك بالفعل، وتخطط لإعادة فتح المدارس بعد عيد الفصح.
 
ويضيف تقرير الصحيفة أن ألمانيا حازت على الاستحسان بما يتعلق بإجراء الاختبار أكثر من الدول الأوروبية الأخرى، حيث أجرت حوالي مئة ألف اختبار يوميا، لكن كيكولي يقول إن هذا ليس كافيا، ويدعو إلى رفعه إلى نصف مليون اختبار في اليوم.
 
ويعترف العالِم كيكولي أن بعض الشباب يصاب بمرض خطير ويموت من الفيروس التاجي، ويرى أن ما يحدث في هذه الحالات هو رد فعلهم المناعي المفرط الذي يبدأ بمهاجمة أجسادهم، لكن هذا يحدث فقط مع عدد قليل جدا من الناس.
 
ويختتم بالقول: أعلم أن الأمر يبدو وكأننا بلا قلوب، ولكن قد نضطر للعيش مع هذه الوفيات، فمناعة القطيع خيارنا الوحيد الآن، ولا يمكننا انتظار لقاح، وعلينا أن نجد طريقة للعيش مع هذا الفيروس.
المصدر : الجزيرة + صنداي تلغراف