قمة هانوي.. ما الذي يريده كل من كيم وترامب؟

U.S. President Trump meets North Korean Leader Kim Jong-un In Singapore- - SINGAPORE - JUNE 12: (----EDITORIAL USE ONLY – MANDATORY CREDIT -
قمة سنغافورة في يونيو/حزيران 2018 خرجت بعناوين كبيرة لم تتمخض عن أفعال ملموسة (الأناضول)

خفضت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عشية توجهه إلى العاصمة الفيتنامية هانوي للقاء نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، من سقف الآمال والتوقعات لنتائج القمة الثانية بين الزعيمين خلال أقل من عام.

ترامب قال خلال حفل في واشنطن أمس الأحد إنه غير مستعجل بشأن الضغط على كوريا الشمالية من أجل التخلي عن ترسانتها النووية، مضيفا أن "الأمر الوحيد الذي أريده هو وقف التجارب النووية.. إذا توقفت التجارب، فنحن سعيدون".

بدوره حاول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التقليل من التوقعات حول ما يمكن أن تحققه قمة هانوي، وقال أمس لشبكة فوكس نيوز التلفزيونية "قد لا نحصل على كل ما نريده هذا الأسبوع، ولكننا نأمل تحقيق تقدم كبير في هذا المجال".

وتشير تصريحات الرئيس الأميركي ووزير خارجيته إلى أن القمة المرتقبة ربما لن تزيد في نتائجها عن القمة التي سبقتها في يونيو/حزيران الماضي، التي خرجت بعناوين كبيرة ومبشرة تتعلق بالاتفاق على بدء حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين، لكن ما جرى منذ ذلك الحين لا يقود إلى البناء عليه هذه المرة.

ووفق البيان المشترك الصادر عن قمة سنغافورة، فقد تعهد الجانبان باستكمال عملية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، لكنه لم يحدد ماهية الخطوات التي سيتخذها الجانبان من أجل تحقيق هذا الهدف.

‪لافتة في أحد شوارع هانوي ترحب بالزعيمين‬ (رويترز)
‪لافتة في أحد شوارع هانوي ترحب بالزعيمين‬ (رويترز)

الترسانة النووية
وبين الجانبين نقاط عديدة شائكة لم يتم التوصل بشأنها إلى اتفاق، أو ربما لأن اتفاق سنغافورة كان غامضا ويفتقر إلى التفاصيل. وأبرز هذه النقاط، أن بيونغ يانغ ترفض منذ أمد طويل التخلي عن ترسانتها النووية ما لم تسحب واشنطن أو تقلل من حجم قواتها في كوريا الجنوبية.

وتثير هذه النقطة مخاوف المسؤولين في كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، غير أن ترامب حسم الأمر الجمعة الماضية بقوله إن خفض حجم القوات الأميركية في الشطر الجنوبي غير مطروح للنقاش.

ويبدو أن مفهوم كوريا الشمالية لنزع السلاح النووي يشمل أيضا إزالة المظلة النووية الأميركية التي تحمي كوريا الجنوبية والقوات القادرة على استخدام السلاح النووي.

وحتى الشهر الماضي، استبعدت تقييمات مسؤولي الاستخبارات الأميركية أن تتخلى كوريا الشمالية تماما عن أسلحتها النووية وقدرات إنتاجها، بحسب ما قاله مدير المخابرات الوطنية دان كوتس أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.

عسكريا أيضا، لا يتوقع قائد القيادة الأميركية في منطقة الهند والمحيط الهادي الأميرال فيليب دافيدسون أن تتخلى كوريا الشمالية عن كل أسلحتها النووية أو قدرات إنتاجها، "لكنها ستسعى إلى التفاوض بشأن نزع جزئي لها مقابل الحصول على تنازلات أميركية ودولية".

ومن جانبه، يقول قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال روبرت أبرامز إن "الجيش الكوري الشمالي لا يزال قويا وخطيرا، مع غياب أي اختلافات منظورة في هيكل القوة واستعداداتها، أو قدراتها التدميرية". 

رفع العقوبات
وحتى الآن، لم يتفق الجانبان بشأن أيهما يسبق الآخر؛ نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، أم رفع العقوبات الأميركية عليها.

بالنسبة لواشنطن، فإن الهدف الكبير والرئيسي الذي تسعى لتحقيقه من قمة هانوي، هو نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، وهذا يعني القضاء على كل البرامج الخاصة بأسلحة الدمار الشامل، بما فيها إنتاج الأسلحة والصواريخ البالستية العابرة للقارات، التي يمكن استخدامها في إطلاق الأسلحة.

وبالنسبة لبيونغ يانغ، فإن هدفها من القمة هو رفع العقوبات الاقتصادية المكبلة التي فرضتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة عليها، وسبق أن حذر الزعيم الكوري من أن بلاده قد تغير مسارها إذا استمرت العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

والشهر الماضي، قال زعيم كوريا الشمالية إن بلاده مستعدة لإعادة فتح منطقة كايسونغ الصناعية واستقبال الرحلات إلى منطقة جبل كومغانغ، دون أي شروط مسبقة. ولكن تشغيل هذين المشروعين المشتركين بين الكوريتين يتطلب تخفيفا جزئيا على الأقل للعقوبات.

معاهدة سلام
الملف الثالث الأبرز الذي يتوقع أن يكون على طاولة البحث خلال قمة كيم وترامب، هو رغبة بيونغ يانغ في إبرام اتفاق سلام مع واشنطن لتطبيع العلاقات، وإنهاء حالة الحرب الرسمية القائمة منذ انتهاء الحرب بين الكوريتين (1950-1953).

لكن الولايات المتحدة لا تريد توقيع معاهدة سلام قبل نزع السلاح النووي كليا في كوريا الشمالية، غير أن المسؤولين الأميركيين أشاروا إلى أنهم ربما يكونون على استعداد لإبرام اتفاق محدود لتقليل التوترات وفتح مكاتب اتصال والتحرك صوب تطبيع العلاقات.

وإلى جانب أهداف واشنطن وبيونغ يانغ، تأمل كوريا الجنوبية خروج القمة بنتائج "ملموسة وجوهرية، لا سيما على صعيد نزع السلاح النووي والإجراءات التي ستتخذها الولايات المتحدة في المقابل، مع وجود آمال بأن تعلن القمة رسميا عن انتهاء الحرب الكورية التي استمرت ثلاث سنوات وأسفرت عن مقتل نحو 3.5 ملايين قتيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات