مساعدات فنزويلا تصعد المواجهات بين مادورو وغوايدو

The situation in Venezuela- - NEW YORK, USA - FEBRUARY 22 : Venezuela's Foreign Minister Jorge Arreaza, speaks to press members after a meeting on Venezuela, at the United Nations headquarters in New York, United States on February 22, 2019.
وزير الخارجية الفنزويلي يتحدث للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك (الأناضول)

سعت الحكومة الفنزويلية إلى احتواء محاولة المعارضة استغلال المساعدات الأميركية المنتظرة في المناطق الحدودية بالجارة كولومبيا التي انتقل إليها الزعيم المعارض خوان غوايدو أمس متحديا حظر السفر، للمشاركة في حفل معارض للرئيس نيكولاس مادورو قوبل بحفل مؤيد على الجانب الفنزويلي من الحدود.

وعقب اجتماع في مقر الأمم المتحدة بنيويورك شاركت فيه مجموعة تضم نحو ستين دولة داعمة لحكومة الرئيس مادورو، قال وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا اليوم السبت إن بلاده تعمل مع مؤسسات الأمم المتحدة فيما يتعلق بموضوع المساعدات، وإن هناك نماذج سابقة حيال هذا الأمر.

وأوضح أن الرئيس مادورو أعلن أنه سيوافق على إدخال جميع المساعدات الطبية المقدمة على مستوى الأمم المتحدة وحتى الاتحاد الأوروبي، ولكن شريطة تنفيذ ذلك بطرق صحيحة.

كما أكد أن فنزويلا "لديها ما يكفي من الموارد لتلبية احتياجات شعبها، إلا أن المشكلة هي العراقيل التي تضعها الولايات المتحدة وعدم رغبة البنوك بالتعامل، وهو ما يحول دون عمليات الاستيراد".

واعتبر الوزير الفنزويلي الحفلات في الجانب الكولومبي من الحدود "حملة تضليل"، معربا عن أمله في أن تكون الطائرات التي حطت في مدينة كوكوتا "محملة بالمساعدة فقط وليس العسكريين".

وقال أرياسا "إن الحفلات التي أقيمت على الحدود استعراض ومكيدة، يجبروننا على إدخال طرود لا نعلم حتى ماذا يوجد داخلها كمساعدات إنسانية إلى البلاد".

وأكد أن حكومة فنزويلا لم تصدر أبدا أوامر للجيش من أجل استهداف المدنيين، وأن هناك حربا إعلامية ضد بلاده إلى جانب الاقتصاد والسياسة.

من جهته، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السلطات الفنزويلية على عدم استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستواصل العمل وفقا للمبادئ الإنسانية وبحياد ونزاهة واستقلال، وأنها ستعمل مع المؤسسات الفنزويلية لمساعدة المحتاجين.
 
وتحدى زعيم المعارضة خوان غوايدو أوامر محكمة له بألا يغادر فنزويلا ووصل أمس الجمعة إلى مدينة كوكوتا الحدودية في كولومبيا، حيث خزنت مساعدات من الحكومتين الأميركية والكولومبية في مستودعات.
 
وشارك غوايدو مساء الجمعة في الحفلة الموسيقية بمدينة كوكوتا الكولومبية التي شارك فيها فنزويليون وكولومبيون برعاية رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، بهدف زيادة الضغط على الرئيس مادورو.

وشارك في الفعالية رؤساء كولومبيا إيفان دوكي، وتشيلي سيباستيان بينيرا، وباراغواي ماريو عبدو، للمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا.

وقال غوايدو "إن الحرس الوطني البوليفاري التابع لنظام مادورو لعب دورا حاسما أيضا". ولم يذكر متى وكيف ينوي العودة إلى فنزويلا، حيث يمكن أن يتم توقيفه بسبب مخالفته القرار القضائي بمنعه من المغادرة.

‪المئات من أنصار المعارضة الفنزويلية يشاركون في حفل أقيم في كولومبيا المجاورة من أجل إدخال المساعدات الأميركية إلى بلادهم‬ (الأناضول)
‪المئات من أنصار المعارضة الفنزويلية يشاركون في حفل أقيم في كولومبيا المجاورة من أجل إدخال المساعدات الأميركية إلى بلادهم‬ (الأناضول)

حرب الحفلات
وفي الجانب الفنزويلي من الحدود، نظم أنصار حكومة مادورو حفلة للتأكيد على رفضهم أي تدخل محتمل في البلاد.

ودعا مادورو أيضا الفنزويليين إلى التظاهر السبت، في حين ينظم نظامه حفلة غنائية تحت شعار "ارفعوا أيديكم عن فنزويلا".
  
والحفلة التي يفترض أن تستمر ثلاثة أيام بدأت على الجانب الآخر من جسر تيينديتاس الذي يربط بين كوكوتا في كولومبيا وأورينيا في فنزويلا، وتراقب قوات أمنية هذا الموقع الذي أغلقه الجيش منذ أسبوعين بحاويات.
 
من ناحية أخرى، قالت وكالة الهجرة الكولومبية إن ثلاثة من أفراد الحرس الوطني تركوا مواقعهم في وقت مبكر من صباح اليوم السبت وطلبوا المساعدة من الوكالة.
 
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة رويترز أن القوات الفنزويلية أطلقت الغاز المدمع لتفريق مجموعة حاولت دخول كولومبيا عبر جسر حدودي بين البلدين لإدخال المساعدات.

وقالت ديلسي رودريجيز نائبة الرئيس الفنزويلي في تغريدة في وقت متأخر من مساء الجمعة إن حكومة فنزويلا أغلقت الحدود في تاتشيرا -التي تربط البلاد بكوكوتا- مؤقتا "بسبب سلسلة تهديدات غير مشروعة من كولومبيا".

وهناك ثلاثة جسور تربط كوكوتا بفنزويلا، أحدها مغلق بحاويات شحن، في حين أن الآخرين مغلقان أمام حركة السيارات منذ سنوات.

وكانت السلطات الفنزويلية قد أغلقت الحدود مع البرازيل بعد مقتل شخصين وإصابة 15 آخرين في إطلاق نار من جانب الجيش الفنزويلي.
 
من جانبه، أدان البيت الأبيض بشدة استخدام الجيش الفنزويلي القوة ضد مدنيين عزل ومتطوعين أبرياء عند الحدود مع البرازيل، وطالب الجيش الفنزويلي بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية بطريقة سلمية.

وكشف مسؤول أميركي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد تفرض عقوبات جديدة على فنزويلا إذا واصل الجيش منع دخول قوافل المساعدات بناء على أوامر الرئيس نيكولاس مادورو.

وأضاف المسؤول الأميركي أنه إذا وقع أي نوع من العنف أو أي رد فعل سلبي من قيادة القوات المسلحة الفنزويلية فقد تعلن واشنطن ودول أخرى تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية على حكومة كراكاس
  

المصدر : الجزيرة + وكالات