زنازين الأسد.. ناشطة محررة تستذكر الكابوس المريع

حركة الضمير - الناشطة السورية المحررة مجد الشوربجي - تركيا - إسطنبول - مؤتمر لن نتوقف حتى يتم إخلاء السجون السورية من جميع الأطفال والنساء.
خليل مبروك-إسطنبول
تتذكر مجد الشوربجي الناشطة السورية المحررة من سجون نظام الرئيس السوري بشار الأسد كل تفاصيل الشهور السبعة التي قضتها في الزنازين، فما تعرضت له من معاناة هناك يفوق "رغبتها في النسيان".
وتصف الشوربجي الاعتقال في السجون السورية بأنه "حالة إخفاء كامل، لا يعلم الأهل خلالها عن الأسيرة شيئا، ولا تعلم هي عنهم أي شيء أيضا".
وتقول إن الأسيرة كانت تمنح رقما ليتم إخفاؤها أكثر وينادى عليها برقمها لا باسمها، حتى لا تتمكن أي معتقلة يفرج عنها من نقل أخبار زميلتها إلى الخارج.
وأوضحت المحررة السورية التي تحدثت أمام المشاركين في مؤتمر صحفي عقدته "حركة الضمير" في مدينة إسطنبول التركية صباح أمس الأربعاء تحت عنوان "لن نتوقف حتى يتم إخلاء السجون السورية من جميع الأطفال والنساء"، أن العديد من المعتقلات قضين نحبهن بسبب ظروف الاعتقال والتعذيب.
 
ألوان التعذيب
اعتقلت الشوربجي مع زوجها على خلفية نشاطهما السياسي، واحتُجزت مع عشرين امرأة أخرى في زنزانة صغيرة جدا لا تتجازو أبعادها مترين في مترين تحت الأرض بطابقين، فأخذت الأسيرات يتناوبن على النوم والوقوف في المساحة الضيقة.
 
وتقول إنها تعرضت للضرب والصعق بالكهرباء، وإن السجانين عذبوا زوجها أمامها، وهددوها بالاغتصاب أكثر من مرة، وخلعوا حجابها أمام زوجها للضغط عليه.
ولفتت إلى أنها لم تستطع أن تستحم خلال فترة اعتقالها لثلاثة أشهر متواصلة، موضحة أن الأسيرات كن يُصبن بالقمل والجرب، وأن بعضهن توفي فعلا من الجرب.
وتشير الناشطة السورية إلى أن السجانين كانوا يفتحون أبواب الزنازين صباحا ويطلبون إخراج الموتى الذين قضوا خلال الليل ليتم إلقاؤهم في الممرات، قبل ترحيلهم إلى الثلاجات ثم نقلهم إلى مقابر جماعية مجهولة المكان.
عقاب جماعي
ومن صنوف التعذيب الذي تعرضت له الشوريجي اعتقال طفليها (8 أعوام وعامان) وابنتها (7 أعوام) في المعتقل نفسه ودون أن تعلم بذلك.
وأشارت إلى أن من بين الأسيرات في السجون السورية نساء حوامل ومسنات ومصابات بالأمراض كالسرطان الذي لا يتوفر له العلاج في السجون.
 
كما لفتت إلى أن الكثير من الأطفال كانوا يحتجزون مع الأسيرات اللاتي كن يغلقن آذانهن كي لا يسمعن صراخ المعتقلين الرجال تحت التعذيب.
وأوضحت الشوربجي أنها ذهبت إلى الأمم المتحدة في جنيف وتحدثت هناك عن تخاذل المجتمع الدولي حيال قضية المعتقلين والمعتقلات في سوريا.
حركة دولية
وتشير معطيات لحركة "الضمير" إلى تعرض 13.5 ألف سيدة سورية للاعتقال في سجون نظام بشار الأسد، بينهن نحو 7000 أسيرة ما زلن رهن الاعتقال.
ووفقا لمعطيات الحركة فإن العديد من المعتقلات يتعرضن للتعذيب بأشكاله المختلفة، بما في ذلك الضرب والتعذيب بالكهرباء والكي بقضبان الحديد وحرمان الطعام والنوم، وإن العديد منهن قضين نحبهن أثناء الاعتقال.
وشدد المؤتمر الذي شارك فيه نشطاء حقوقيون وسياسيون وبرلمانيون من 55 دولة؛ على استمرار الفعاليات الدولية المساندة للمعتقلين والمعتقلات في سجون النظام السوري حتى حلول يوم المرأة العالمي يوم 8 مارس/آذار المقبل.
كما أعلنوا عن تنظيم مؤتمر تضامني مع المعتقلات السوريات في مبنى الأمم المتحدة يوم السادس من الشهر ذاته.
وأوضحت المحامية التركية غولدان سونماز أن نظام الأسد استخدم الاغتصاب سلاحا ضد المعتقلة، الأمر الذي تسبب في إجهاض عدد من المعتقلات الحوامل.
ودعت سونماز إلى إخراج المرأة من دائرة العنف الدائر في سوريا تطبيقا لاتفاقية جنيف الدولية لحقوق الإنسان التي تحظر الاعتداء على المرأة خلال الحروب.
‪لولوة المري: مساندة المرأة السورية مسؤولية إنسانية على عاتق الجميع‬ (الجزيرة)
‪لولوة المري: مساندة المرأة السورية مسؤولية إنسانية على عاتق الجميع‬ (الجزيرة)

لن تتوقف
من جهتها اعتبرت رئيسة لجنة رياضة المرأة القطرية لولوة المري أن مساندة المرأة السورية مسؤولية إنسانية على عاتق الجميع، مشيرة إلى أن حركة "الضمير" لن تتوقف أو تتراجع عن فعالياتها قبل "تحرير كل النساء من سجون الظلم".
أما عضوة مجلس الشعب الباكستاني مونازا حسان فقالت إن أكثر ضحايا الحروب من النساء، داعية جميع نساء العالم إلى الوقوف بجانب المعتقلات في سوريا وفي كل العالم.
وانطلقت فعاليات قافلة "الضمير" من مدينة إسطنبول في فبراير/شباط 2018، وضمت مئات النسوة اللاتي تحركن صوب أقرب نقطة من الحدود مع سوريا بغية تسليط الضوء على معاناة المرأة في سجون النظام السوري.
المصدر : الجزيرة