موجة من السخرية ترافق لقاءات الفصائل الفلسطينية بموسكو

موجة السخرية من قيادات فتح وحماس بعد نشر صور لهم يتضاحكون
عزام الأحمد (أقصى اليمين) وأبو مرزوق (أقصى اليسار) (مواقع التواصل)

عوض الرجوب-الخليل

"هل تركت الفودكا أثرها على المتصالحين؟"، و"بالكم على مين بضحكوا الجماعة". هذا جزء من سيل التغريدات والمنشورات الساخرة والتهكمية التي قوبلت بها لقاءات جمعت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو أمس.

ولم تشهد شبكات التواصل الاجتماعي تهكما وسخرية خلال جلسات الحوار الفلسطينية على مدى سنوات كالتي وُجهت للمجتمعين في موسكو، إذ زادت صور رئيس قائمة فتح البرلمانية عزام الأحمد وعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) موسى أبو مرزوق وهما ينفجران ضحكا.

وفي حين ذهب البعض إلى اعتبار الشعب مسؤولا عن الانقسام، دعا البعض لعقد اللقاءات في القنصلية السعودية في روسيا، في حين رأى آخرون جواز التنكيل بالقيادات.

فالناشط محمد أبو علان ذهب في سخريته إلى إدانة الشعب، فكتب "بعد عودتها من موسكو، الفصائل الفلسطينية تقرر التوسط بين الشعب في غزة والشعب في الضفة الغربية لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام".

القنصلية السعودية
وفي منشور آخر، كتب أبو علان في حسابه على فيسبوك "شو رأيكم نعمل المصالحة في القنصلية السعودية في موسكو". كناية عما يبدو عن رغبة في التخلص من القيادات.

وعقدت في العاصمة الروسية موسكو أمس جولة من اللقاءات الفلسطينية بمشاركة ممثلين عن عشر فصائل فلسطينية، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، إضافة إلى الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والجهاد الإسلامي.

من جهته، كتب الناشط نزار العجوري "في انتظار فشل مؤتمر موسكو. وفي حال النجاح سننتظر فشل النتائج، لأن هناك من يحسب نفسه على إسرائيل شاءت أم أبت".

 

أما الشاعرة والناشطة الغزية إلهام أبو ظاهر فكتبت على حسابها بفيسبوك "عزام الأحمد عرّاب (الشرعية) يجتمع مع حماس عادي يعني ويوزع ضحكات مقززة وراتبه الخيالي ماشي.. وموظف غلبان يتقاضى فتات ينقطع راتبه تحت بند العقوبات على حماس والعلاقة مع دحلان".

وذهبت إلى أبعد من ذلك فكتبت "بعد صور موسكو يجوز التنكيل بقياداتنا وسحلهم".

وشن طارق شمالي هجوما على الحركتين، فكتب "اللي بيصير بالضبط إنه الشعب بيكون ناقم على جماعة عباس علشان قصة العقوبات والرواتب والتنسيق الأمني، بتروح حماس مجتمعة معهم للمصالحة، بيصير الشعب ناقم عالجهتين".

وعن أبو مرزوق كتب "… مارس القليل من الخجل وعد إلى بيتك، نحن شعب قد شغل الحزن كل وقته، وأرقته الجراح، ولم يعد يمتلك المساحة الكافية للضحك".

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن وضع التسوية الفلسطينية الإسرائيلية مقلق، مشيرا إلى أن ما تعرف "بصفقة القرن" لا تشمل دولة فلسطينية، وأن ما تعرف بالصفقة ستدمر كل شيء تم القيام به حتى الآن، وأن الحديث فيها يدور على نهج لا يشمل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

قناعة الشعب
من جهته، قال أبو مرزوق للجزيرة إن الفصائل توافقت على ضرورة توحيد الصفوف لمواجهة صفقة القرن، معتبرا أن خلافات فتح وحماس حول فهم فحوى الاتفاقيات الموقعة ورؤية فتح لذاتها بأنها هي الشرعية.

أما عزام الأحمد فألقى باللائمة على حركة حماس، وقال إن إنهاء الانقسام يكمن في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، وتسليم غزة لحكومة واحدة.

من جهته، يرى رئيس الجمعية الروسية الفلسطينية الدكتور أسعد العويوي أن روسيا تسعى للعب دور في حل الصراع باعتبارها تحتفظ بعلاقة جيدة مع جميع أطرافه، وأكدت للأطراف الفلسطينية أن إفشال صفقة القرن يعتمد عليهم ووحدة برنامجهم.

وأكد أن لقاءات روسيا خطوة متقدمة جمعت الأطراف الفلسطينية المتناقضة، لكن الشارع الفلسطيني على قناعة بأن الملف الداخلي يُحسم داخليا وبإرادة فلسطينية.

المصدر : الجزيرة