خبير ألماني: المفاوضات مع طالبان أظهرت فشل التدخل الأميركي بأفغانستان

الخبير السياسي الألماني بقضايا الشرق الأوسط الدكتور ميشائيل لودرز. الجزيرة نت
لودرز: مفاوضات الأميركيين مع طالبان دون مشاركة كابل أظهرت القوة الحاسمة للحركة (الجزيرة نت)

اعتبر الخبير الألماني البارز في قضايا الشرق الأوسط الدكتور ميشائيل لودرز، أن لجوء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتفاوض مع طالبان في قطر، قبل إعادة واشنطن قواتها المتمركزة في أفغانستان، مثّل أمرا منطقيا بعد تكريس الحركة نفسها قوة سياسية حاسمة في أفغانستان.

ورأى لودرز في مقابلة مع الإذاعة الألمانية أن مفاوضات الدوحة أظهرت فشل التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ووضعت حلفاء الولايات المتحدة -خاصة ألمانيا– أمام مشكلة كبيرة.

تساؤلات الألمان
ولفت إلى أن مفاوضات الأميركيين الحالية مع طالبان تشبه مفاوضات أخرى جرت بين الطرفين قبل سنوات، وأشار إلى أن الجديد هذه المرة هو استعداد واشنطن للاعتراف بعجزها عن كسب الحرب ضد طالبان التي أصحبت أكثر قوة مما كانت عليه خريف عام 2001، عندما تم إسقاط حكمها بسبب استضافتها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وبحسب الخبير الألماني، فإن جلوس إدارة ترامب للتفاوض مع طالبان دون أي مشاركة لحكومة كابل، أظهر القوة الحاسمة للحركة وفرض واقعا شديد المرارة على الحكومة الأفغانية.

وذكر لودرز أن المفاوضات الحالية عكست سلوكا أميركيا نفعيا، وخلقت مشكلة كبيرة لحلفائها -ولا سيما ألمانيا- الذين أرسلوا قواتهم إلى أفغانستان منذ سنوات، ووجدوا في النهاية أن الأميركيين لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء إبلاغهم بما هم مقدمون عليه.

وأوضح أن ألمانيا وحلفاء الولايات المتحدة أصبحوا في مواجهة التطورات الراهنة أمام تساؤلات رئيسية عما يتوجب عليهم فعله في أفغانستان، وعن جدوى التدخل العسكري وإرسال قواتهم إلى هذا البلد، طالما أن ذلك سيقود في النهاية إلى مفاوضات سياسية مع طالبان، وهو ما كان يتوجب إدراكه مبكرا.

جلوس إدارة ترامب للتفاوض مع طالبان دون أي مشاركة لحكومة كابل، أظهر القوة الحاسمة للحركة

وتوقع الخبير السياسي الألماني سير بلاده على خطى الولايات المتحدة هذه المرة أيضا، بالعمل على سحب قواتها من أفغانستان.

وأشار لودرز إلى أن واشنطن تعايشت مع سيطرة طالبان على معظم الولايات الأفغانية لكنها لم تسمح بامتداد هذه السيطرة إلى كابل، ورأى أنه بنهاية المطاف سيتم البحث عن حل توافقي يتيح مشاركة طالبان بالسلطة في العاصمة الأفغانية، ونبه إلى أن هذا الحل التوافقي مفتوح على احتمالات كثيرة.

ورغم إعلان إدارة ترامب عزمها سحب قواتها من أفغانستان، فإن الخبير السياسي الألماني يستبعد إخراج الولايات المتحدة نفسها تماما من المشهد العسكري الأفغاني، ويرجح احتفاظ واشنطن بعدد من الخيارات الأخرى المفتوحة هناك، ومن بينها مفاوضاتها الدائرة منذ وقت طويل مع عدد من منظمات المرتزقة القوية.

وأشار إلى أن واشنطن تتفاوض مع إيريك برنس رئيس شركة بلاك ووتر التي خلفت فظائع في العراق، بشأن تدخل جيش مرتزقته -العامل في أفغانستان تحت اسم أكاديمي- لفرض النظام بهذا البلد إذا دعت الحاجة بعد انسحاب القوات الأميركية من هناك.

المصدر : الصحافة الألمانية